في هذا السبتِ الباردِ
تبدو الشمسُ مؤجَّلةً ، حتى لَكأنّ سماءَ المتوسِّطِ
قد طُلِيَتْ بالإسمنْتِ الأبيضِ .
حاولتُ ، بلا جدوى ، أن أستحضرَ صوتَ مُغَنِّيةٍ
كانت تعشقُني في باريسَ ...

سعدي يوسف
من الثامنةِ ، الصُّبْحَ
إلى الخامسةِ ، العصْرَ
نُرَقِّقُ أرغفةً
ونرَمِّمُ أرصفةً
وننامُ بلا صلَواتْ.

   1
إغفاءةٌ
أستحي أن أمُدَّ يدَيَّ إليكِ
لقد هدأَ البحرُ
والرملُ ما زالَ محتفظاً بحرارتِهِ ؛
كانت الشمسُ تلمعُ ما بينَ ساقَيكِ ...
هل أتوسَّدُ واحدةً منهما ؟
أنتِ تستمتعين بشَعري المبلّلِ
نافضةً بأناملِكَ الرملَ عن خصُلاتٍ تَناهبَها الشيبُ

سعدي يوسف
كان ذلك في العام 2008 في الغالب.
كنت في العاصمة الفنزويلية كا راكاس ، مدعوّاً إلى المهرجان الشِعريّ الأول هناك.
من سفارة " الجمهورية الثورية البوليفارية لفنزويلا " بالعاصمة البريطانية حصلتُ ، بسرعة أسطورية ، على تأشيرة الدخول من دبلوماسيّ فنزويليّ في منتهى الأناقة واللطف .
( أميركا اللاتينية معروفة بانتقاء دبلوماسيّيها ).

سعدي يوسف
عصابة العمائم العميلة المتسلطة على العراق ، لم تجد غير الثالث والعشرين من آذار ( مارس ) ، موعداً
لافتتاح ما سُمِّيَ بغدادَ عاصمةً للثقافة العربية .
أيّامُ الله كثيرة.
لكنّ الثالث والعشرين من آذار هو يومٌ من أيام الشيطان .
هو يوم سقوط بغداد تحت سُرُفاتِ دبّاباتٍ أميركية تقطع الجسر المهيب على دجلة .

سعدي يوسف
ما يبدو على السطح ، يقدم قراءة مبسّطةً لواقع الغلَيانِ الخطيرِ في ما سوف يستجدُّ ، وشيكاً ، في العمليات السياسية ( العراقية ).
لقد استحكمت الأزْمةُ حدّ التهشُّمِ في أي لحظة.
واللصوصُ الحاكمون الذين يتولّونَ سرقة البلاد والعباد يحزمون حقائبهم ، بُجْراً ، حدَّ أنهم لن يستطيعوا حملها معهم ساعة الهروب الكبير .

سـعدي يوسـف
تلك الداراتُ
تلك الداراتُ على هضَباتِ الريفِ
الداراتُ ذواتُ اللونَينِ : الأبيضِ والأزرقِ
يسكنُها الآنَ الطيرُ العابرُ
والضفدعُ ،
أحياناً تسمعُ ديكاً ( من كوخ الحارسِ طبعاً )

سـعدي يوسـف
هي تنتظرُ الساعةَ الأجنبيّةَ :
أن يَنْجمَ النفطُ كالماءِ عبرَ المفازاتِ
أن يتعالى عمودٌ من الغازِ يطعنُ هذا الهواءَ النقيَّ الذي لم يَعُدْ يُطعِمُ الناسَ
أن تأتي الحافلاتُ مطهّمةً كالجيادِ
وأن تُبتنى في الغياض الفنادقُ ،