|
مـنظـرٌ غـير طبـيـعـيّ |
|
|
هوائيُّ التلفزيونِ وصحنُ استقبالِ العالَمِ والعِلْمِ يُطِلاّنِ عليّ من الأعلى ... ...................... ...................... ...................... أنا في الغرفةِ نافذتي واسعةٌ ، والأستارُ تشِفُّ . المطرُ الناعمُ ، غيرُ الـمَرئيّ ، يُبَدِّلُ ألوانَ القرميدِ ونبْتِ البيتِ وأوراقِ الماغنوليا اللامعةِ ، المطرُ الناعمُ ، مثل هوائيّ التلفزيونِ يُطِلُّ عليّ من الأعلى ... ويحاولُ أن يجعلَني فرداً في مملكةٍ لعناصرَ لا أفهمُها ... .......................... .......................... .......................... أنا في الغرفةِ أوراقي نائمةٌ ، والجفنُ يرِفُّ . هوائيُّ التلفزيونِ سيأخذُ أهلَ الـحَيّ جميعاً ، وبلا مزمارٍ ، نحو قرارِ النهرِ ، * ولكني في الغرفةِ أوراقي تتنفّسُ ، والزانُ المتطامنُ في البستانِ يَرِفّ ... لندن 03.04.2007 |
|
محــاولة نــظرٍ |
|
|
كلما لاحتْ من الـبُعدِ البحيراتُ رأيتُ الماءَ مخْضَرّاً ، ومُـزْرَقّـاً ، رصاصاً مرّةً ، أُخرى حليباً واستلمتُ الصُّبحَ في صُــرّةِ أوراقٍ كلما لاحتْ من الـبُعدِ البحيراتُ رأيتُ الماءَ مخْضَرّاً ، ومُـزْرَقّـاً ، رصاصاً مرّةً ، أُخرى حليباً واستلمتُ الصُّبحَ في صُــرّةِ أوراقٍ وفي خيطِ لِـحاءٍ يربطُ النافذةَ البيضاءَ بالماءِ البعيدِ . الشمسُ قد تنتظرُ السنجابُ قد ينتظرُ اللحظةُ قد تنتظرُ … المرأةُ والثعلبُ لكنّ افترارَ الماءِ في تلك البحيراتِ التي تلمعُ لا ينتظرُ … الماءُ في الشمسِ وهذي الشمسُ في الماءِ وآلافُ الخيوطِ ابتدأتْ تَغْـزِلُ للماءِ ثياباً … لم أعُدْ أعرفُ لونَ الماءِ . مَن يعرفُ لونَ الماءِ غيرَ الماءِ ؟ مَن يعرفُ ، حقّـاً ، أن يُسَــمِّـيْ ؟ لندن 26.02.2007 |
القاهرة 1 |
|
|
لم يَدُرْ في خاطرِ القاهرةِ الليلُ الذي نعرفُــهُ ... إنّ سماءً أُثقِلَتْ بالنَّفَسِ الساخنِ آناءَ النهارِ استسلمتْ لِـلّـيلِ كي تنسى قليلاً وطأةَ الأرضِ ، وكي تشربَ نوراً مُسْــكِراً يحملُنا حتى الصباحِ الباردِ ... القاهرةُ البيتُ الذي لم ينقسمْ بيتَينِ والغصنُ الذي لم ينقصِفْ فَرعَينِ والعَينُ التي تَنْعَمُ في بحبوحةِ الـجَفنَينِ ... والقاهرةُ المعنى الذي ظلَّ يُطِلُّ : الوردُ والـمِسْكُ وغصنُ البانِ والشوكُ ... وتلكَ النعمةُ السابغةُ : البسمةُ والنيلُ ! .............................. .............................. .............................. ونأتي القاهرةْ مثلَ ما نأتي إلى جَدَّتِنا بعد طوافٍ خائبٍ أيتُها الـجَدّةُ : كم أرهَقَنا العالَمُ ! يا أيتها الـجَدّةُ : ضُـمِّــينا إلى أحفادِكِ المنتظِرين ... لندن 27.02.2007 |
|
القاهرة 2 |
|
|
ربما شاغــلتْنا الجسورُ التي حملتْ عرباتِ الملوكِ عن النهرِ . أعمقَ كالرملِ ينسربُ النهرُ ، يبلغُ واحاتِ مصرَ البعيدةَ ، حيث التواريخُ مكتوبةٌ باللغاتِ التي تتناسى تواريخَها . النهرُ يدخلُ في وجنةِ الطفلِ طَمْـياً وخِصباً ، ويدخلُ في نَـهدَي البنتِ . يدخـلُ من عتْبةِ البيتِ . مصرُ المعابدِ حيثُ التماسيحُ آلهةٌ والملوكُ ينامون في الغُرَفِ الـمُذْهَباتِ وفي مَرْكَبِ الشمسِ . مصرُ التي لم تجدْ ما تُسَـمّى بهِ غيرَ مصــرَ . انـتبذْنا من الليلِ رُكناً قريباً من البحرِ. كانت تماثيلُ من مرمرٍ غابرٍ تتراءى وترحل في الموجِ . كانت شفاهٌ تسيـــــلْ . لندن 27.02.2007 |
القاهــرة 3 |
|
|
حانــة ستيلاّ لم تكن حانةً . ربما قبـل قرنـينِ كانت . ورُبّـتَما وُجِدَتْ قبلَ أنْ تُعصَـرَ الخمرُ . أعني كأن موائدَها رُكِّبَـتْ من ضلوعِ سفائنَ غارقةٍ من زمانِ البطالسةِ . الضـوءُ يدخل كالمتردِّدِ . لا شمس َ في مـصرَ . كان الزجاجُ القديمُ ثخيناً بفعلِ الترابِ الثخينِ . الزوايا محدّدةٌ لذويها . زوايا السجونِ الـتي تتعتّقُ فيها الجواربُ . ماذا ؟ القبارصةُ ارتحلوا منذ قرنٍ ، ولكنهم يسكنون القـناني التي احتفظت باسمِهِم : إنه القبرصيُّ . الشرابُ الذي يترنّحُ بين العَمى والبروقِ . ولكنها الحانةُ الحانةُ الحقُّ ... فيها انتظرْنا الزمانَ الجديدَ ، وفيها شهِدنا معاركَنا ، والقصائدَ تولَــدُ مُشْـرَبةً بالتمرُّدِ . كنّـا إذا ما ترنّحَ منتصفُ الليلِ ، نرفعُ سقفَ الأغاني . سيأتي إلينا الـمُـغَنّونَ من كل فَج ٍّ عميقٍ . ويأتي إلينا السقاةُ وقد أصبحوا الشاربِينَ . بلادٌ مؤقّــتةٌ بين منتصفِ الليلِ والصبحِ . لا بارَ في الحانةِ . البارُ يشبهُ أولى المتاريسِ . حصنٌ حصينٌ له حارسٌ واحدٌ . لن يمرَّ الهواةُ ... إذاً ، فلنكنْ مثلَ من دخلوا حانةً . ولنكنْ مثلَ مَن لم يرَوا حانةً . نحن في البرزخِ . الصبحُ جاءْ . لندن 27.02.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 6 of 13 |