|
جــــدَلٌ ؟ |
|
|
آنَ أُمســي وحيداً في الضواحي الغريبةِ في مِثْلِ هذا المساءِ الذي يتضوّعُ بالثلجِ هذا المساءِ الذي لا أرى نجمةً فيهِ أو شــمعةً ... ليس لي أن أُحَدِّقَ في الـبُعْدِ كي ألـمُـسَ النجمَ ، ليس عليّ اشــتواءُ يدي لأرى شــمعــةً . هكذا ، ليس صعباً عليّ اعترافي بأني وحيــدٌ ( لأنيَ ، فعلاً ، وحيدٌ ! ) ولكنني مثل أسلافيَ الخاطـئينَ سأُعلِنُ هذا المســاء أمامَ الحديقةِ مهجورةً والعصافيرِ مقرورةً أمام قميصِ التي رحلتْ ، بغتةً ، دونَ أن تتذكّر أحلى قميصٍ ... أمامَ السناجبِ والثعلبِ الـمتـضوِّرِ ... أُعـلـنُ : لســتُ الوحــيــد ! لندن 21.12.2010 |
|
خطّـةٌ أوّلـيّـةٌ لاغتيالٍ |
|
|
اليومَ أقتُلُ " موسى " بالرصاصِ ... من الصباحِ تَفَحّصْتُ المسدّسَ سِتّاً كانت الطلَقاتُ قد دوّرتُها دارتْ . سأُطْلِقُها جميعاً ، سوق أقتُلُ ، هادئاً ، موسى وأضحكُ إذْ أراه يموتُ ... موسى ليس يعرفُني وهذا يجعلُ القتلَ المقرَّرَ أسهلَ ... .................. .................. .................. الطلَقاتُ ستٌّ والمسدَّسُ جاهزٌ ومُجَهَّزٌ بالكاتمِ الصوتيّ . .................. ........,......... .................. مَن سيكونُ موسى؟ أهوَ مَن ألقاه في المرآةِ ؟ مَن أخشاه في المرآةِ ؟ كيف يموتُ موسى ؟ لندن 30.01.2011 |
خطوطٌ بالأســود |
|
|
لدقائقَ ، اندفعتْ عصافيرُ الحديقةِ بالتهاليلِ التي ارتفعتْ ولبغتةٍ هدأتْ . كأنّ الغيمَ والشجرَ الرمادَ تضـايَقا. وكأنّ برداً من سهوبٍ في سيبريا يـــــزحفُ . الصحراءُ ماثلةٌ على تلك الشواطيءِ حيثُ تختزنُ السلاحفُ بَيضَها . قُلْ لي : أتعرفُ أين تَلقى البنتَ ؟ أعني بنتَ ميناءِ الشمالِ ؟ أليس من أملٍ بأن تأتي إلى استوكهولم؟ أن تأتي إلى جُزُرٍ بغيرِ زوارِقَ؟ الأوراقُ مازالتْ مؤجّلةً. يظلُّ الدوحُ أسوَدَ ... ثوبيَ الصوفيّ أسودَ ... ريشةُ العصفورِ .... سوداء. استوكهولم 7-4-2011 |
|
خطوطٌ سـريعةٌ في الليلِ القُطْبيّ |
|
|
قمرٌ مكتملٌ يهبِطُ في الـمَرسـى ، حيثُ قواربُ مخبولِينَ تفوحُ مداخنُها بِـبَـخورِ الغاباتِ المقطوعةِ . منذ ثلاثِ ليالٍ أمسى الماءُ الضّحضاحُ جليداً وارتحلَ الصيّادونَ . البطُّ الوحشيُّ يُحَصِّنُ ، ليلَ نهارَ ، صوامعَــهُ والأسماكُ التصَقَتْ بالقاعِ. القمرُ المكتملُ استنفَدَ شــمْـعـتَــهُ ومضى ، مثلي ، يتخبّطُ في الــتــيــه. لندن 19.12.2010 |
رباعيّــةُ الضوءِ البعيـــدِ |
|
|
(1) ضوءٌ بعيدٌ بين أغصانٍ مُعَرّاةٍ ... أرى من فُرجةٍ في منتهى الصِّغَرِ انثَنَتْ وسطَ الستارةِ ، لَمْحَ ذاك الضوءِ . كان الليلُ يَـنـتصفُ . الحديقةُ تختفي.أشباحُها الأغصانُ عاريةً . أُحِسُّ على ذراعي لَسْعةً. أتكونُ من بردٍ ، أم الأشباحُ وهيَ تَنوسُ تُرعبُني ؟ أَم الضوءُ البعيد؟ (2) مُحَدِّقاً في عَتمةِ الزمنِ .انتبهتُ ... أكانَ ذاك الضوءُ يأتي من زمانٍ سالفٍ ؟ من نقطةٍ فُـقِئَتْ على إحدى الـمَجـرّاتِ ؟ الحـديقةُ لا ضياءَ بها . وفي الـبُعْدِ البحيرةُ لاءمَتْ أمواهَها في البردِ والتمّتْ. أصيّادون ؟ هل ذئبٌ يُقَضْقِضُ عُـصْـلَـهُ؟ أم أنني أتوهَّـمُ الأشياء؟ (3) لكنّ هذا الضوءَ يأتي . بل أكادُ الآنَ ألْـمُـسُــه .يكادُ الضوءُ يلسَعُ عينيَ الـيُســرى.أغادرُ فَرْشَــتي ، وأُطِلُّ بين ستارتَينِ. الضوءُ غَـمّــازٌ ، وتلك الدوحةُ الجرداءُ تُفْسِحُ مَنفَذاً .أحسستُ أنّ زجاجَ نافذتي الـمُضاعَفَ صارَ فضّـيّـاً ، وأني في الـمَـدار. (4) يا مرحباً ! يا مرحباً بكَ ، أيها الضوءُ البعيدُ ، شقيقُ روحي ! مرحباً ! والآنَ أتبَعُكَ ... السبيلُ إليك أنتَ. النورُ يجعلُني خفيفاً ، طائراً والنورُ يجعلُني شفيفاً . ................ ................ ................ لحظةً ، وأكونُ خارج بُرجيَ الـحَجريّ . سوف أكونُ أنت! لندن 19.11.2010 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 التالى > النهاية >>
|
Page 4 of 9 |