أمكنة منسية في عراء الأرض عن ديوانه الأخير ( صلاة الوثني)
(العراق) تفصح مجموعة سعدي يوسف الجديدة (صلاة الوثني) عن ميزات عدة، فهي ابتداء، تمثل أول مجموعة شعرية يجمع فيها سعدي ما كتبه من أشعار كتبها بعد احتلال العراق، ولعلها أول مجموعة شعرية عربية تصدر في هذا الموضوع! وهي لم تصدر عن دار المدى التي اعتاد نشر أعماله من خلالها طيلة العقد الماضي، فالمجموعة الجديدة صادرة عن دار نينوى بدمشق، وعدا عما تفصح عنه، في ما حولها، وتضمره في محتواها، فهي تشي من خلال عنوانها نفسه بطبيعة نوعية لمستوي اللغة التي ينحتها سعدي في قصائد هذه المجموعة.
(القاهرة) منذ أن كتب قصيدته الأولي وهو لا يتوقف عن إنتاج الدهشة! فصاحب (الأخضر بن يوسف) الذي ما إن يصل إلي مقترح جمالي وفني في قصيدته حتى يغادره إلي مقترح جديد وكأنه يمتلك تلك الروح القلقة أو (روح الطائر) كما يسميها عباس بيضون ومن هنا كان سعدي يوسف فاتحا للسكك التي استلهما الكثيرون من الشعراء فيما بعد، أصبحت الحياة اليومية هدفا شعريا بالنسبة له ... أي موقف عابر لا يمكن أن يخطر في بال أحد يصلح لكي يكون قصيدة شعرية عنده... فهو الشاعر الذي درب نفسه علي طريقة في الكتابة حمته من الوقوع في 'الرطرطة' اللغوية بالتعامل مع سمات أصبحت جزءا من قصيدته، حيث الإيقاع الخافت والكثافة اللغوية، قصيدة )مقنعة( يهرب بها من الأنماط الجاهزة والمعدة سلفا ... تحتاج ¬كما يقول¬) إلي وعي حاد باللغة وجمالياتها، وجماليات الشعر، والمشروعية الفنية في التعبير عن الفكرة، عن السياسة (مشروعية الفرد).