واحدةٌ من قصائد الفترة الجزائرية الطويلة النبيلة ، حملتْ عنوان " مزرعة الزاهي محمد " . الحقُّ أن المزرعة كانت فعليّةً . الزاهي محمد شخصٌ حقيقيٌّ وإن حملَ اسماً ليس فيه من مبالغةِ الزهوِ شــيء. قد كنتُ أسلفتُ القولَ إني أقمتُ في " سيدي بلعباس "، أدرِّسُ اللغة العربيةَ في " ثانوية الجلاء " هناك. إلاّ أنني صرتُ أدرِّسُ في " ثانوية الحوّاس " الجديدة ، بعد عامٍ أو نحوِه. سيدي بلعباس ، تقع في السهل الوهرانيّ الخصيب ، حيث مزارعُ الكروم ، والنبيذُ الممتازُ.هذه المنطقة تصدِّرُ نبيذَها الفاخرَ إلى فرنسا ، حيث سيضعه الفرنسيون في زجاجاتٍ تحمل صور قصورٍ ، ويصدِّرونه باعتباره فرنسيّاً طاهرَ النسَب. في موسم النبيذ الجديد ، ترسو في مرفأ وهرانَ ، ناقلاتُ نبيذٍ ذواتُ صهاريجَ ، وكان النبيذُ يُضَخُّ عبرَ أنبوبٍ ضخمٍ . طرقاتُ المرفأ رطبةٌ ، سوداءُ ، تتضوّع برائحة هذا النبيذ المغادرِ ! |
التفاصيل...
|