مؤيّد الراوي ، بعد ثلاثٍ وثلاثين |
|
|
ســعدي يوسـف كان الكتاب الأول لمؤيد الراوي " احتمالات الوضوح " الصادر في العام 1977 ، علامةً هامّةً ، وإنْ بدتْ مـنسـيّةً ، في نشوء قصيدة النثر وتطوُّرِها. كان من سوء حظ الشكل ( الجديد عربيّاً ) أن تناهبَه أشخاصٌ معنيّون بالصحافة المحترِفة أوّلاً ، قبل أن يكونوا مَعنيّين بالشِعرِ فنّاً ومنطلَقَ حياةٍ شجاعةٍ . ربما لم يكتب أحدٌ عن هذه المجموعة الرائدة ، فالقومُ عاكفون على تبادل المدائح بينهم ، وليس من همِّهم أو صالحِهم الكتابةُ عن الشِعر الجادّ ، أصلاً . * اليوم ، في 2010 ، يصدر عن " دار الجمل " كتابُ مؤيّد الشعريّ الثاني " ممالك " بعد ثلاثٍ وثلاثين سنةً من صدور كتابه الأول ، في بيروت أيضاً . إنه لأمرٌ فريدٌ حقّاً ! الراوي لم ينقطعْ عن الكتابة ، هذه السنينَ كلَّها ، بل كان منقطعاً إليها . يكدّس قصائده أكداســاً ، ولَربما انتظرَ سركون بولص في عبوره من سان فرانسسكو إلى برلين كي يتقاسما النظرَ في النصوص ، ( النائمة؟ ) أنت تسجلُ موقفاً إزاءَ العالَم أو نظرةً . النشر عمليةٌ تاليةٌ ، عمليةٌ قد لاتعني شيئاً آنَ اختلالِ القيَم لقد أدّيتَ شهادتَك الشجاعة . بينك وبين نفسِك؟ أجل . أليس هذا كافياً ؟ ما شأنك والكرنفال الصفيق؟ *
|
التفاصيل...
|
|
سِيدي بِلعبّاس |
|
|
قال لي الرفيق حِمراس الموظف بوزارة التربية والتعليم الجزائرية : سوف أرسلك الى مدينةٍ جزائريةٍ ذات بلديةٍ شيوعيةٍ ! كان ذلك في العام 1964 . وقد وصلتُ الجزائر بعد رحلةٍ طويلةٍ ، من بيروت بحراً إلى الإسكندرية ، ومن الإسكندرية براً إلى ليبيا ، تونس ، فالجزائر. في الجزائر العاصمة ، ذهبتُ إلى صحيفة " الجزائر الجمهورية " ، صحيفة الحزب الشيوعيّ الجزائريّ. Alger Republicain سألتُ عن هنري أليغ . كان في فرنسا . استقبلني بوخلفة ، وعبد الحميد بن زين . قال لي بوخلفة: سنـوصي رفيقنا ، حِمراس ، بكَ ، خيراً . ( لم أرَ الرفيق بن زين ثانيةً إلاّ في عدن أواسط الثمانينيّات حينَ حلَّ هناك زائراً ). وهكذا وصلتُ سيدي بلعباس ، بالقطار. نزلتُ في" أوتيل متروبول". وفي صباح اليوم التالي ذهبتُ إلى " ثانوية الجلاء " حيثُ كنتُ عُيِّنتُ مدرِّساً للّغة العربية :شيخاً ! |
التفاصيل...
|
|
|
|
<< البداية < السابق 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 التالى > النهاية >>
|
Page 16 of 20 |