بغدادُ ، لم يدخلْ بها ، المأمونُ ، والأجنادُ ، بَعْدُ
قُتِلَ الأمينُ ، وأنتَ في دارِ ابنِ نوبختَ ، الأسيرُ
أظننتَ أنّ الدارَ ، أعني دارَ إسماعيلَ ، مَنْجاةٌ ووعْدُ ؟
لم يَبْقَ للصعلوكِ مُلتجَأٌ ، وليس له مُجِيْرُ
*
لن تبلغَ الستِّينَ . هُمْ ختَموا حياتَكَ واستراحوا
مثل امريءِ القيسِ القتيلِ بِحُلّةِ الديباجِ مسموما
لن تبْلغَ السِتّينَ ! لن تُجْدِي صلاتُكَ والفَلاحُ
هذا ابنُ نوبختَ : اصطفَيتَ السُّمَّ ، مختوما !
*
لهَفي عليكَ ، على حريرِ ضفيرتَينِ ، وضِغْثِ رَيحانِ
بغدادُ يدخلُها ، ليقْلِبَ وجهَها ، المأمونُ والفُرْسُ
لهفي عليكَ ، أبا نُواسٍ ، أيُّها المتوحِّدُ العاني :
أظننتَها كأساً ؟ أمِنْ نوبَخْتَ تؤخَذُ هذه الكأسُ ؟
*
سأظلُّ ، يا ابنَ مدينتي ، في مأْمَنِ المنفى
لأقولَ شيئاً لن يقالَ ، وأُلْغِزَ الحرفا ...
لندن 17.03.2018 |