|
صَــيــفٌ بَـرلـيــنــيّ |
|
|
قطاراتُ الظهيرةِ ... كان شــيءٌ من الضَّوعِ اســتوائيٌّ وكانت ســراويلُ النساءِ تكادُ تَخفى من القِصَـرِ . الرجالُ مُـدَوَّخونَ الظهيرةَ . سوف تمتلئ المقاهي بهم. حتى إذا ضاقتْ أقاموا موائدَهم على العشبِ. انتظرْنا مجيءَ السبتِ يوماً بعدَ يومٍ ، وها نحن الأُلى يمشونَ دوماً رعاةً غافلينَ ... ألم تجدْنا بأبوابِ المحطّاتِ ؟ النساءُ استرحنَ إلى براري الـعُـرْيِ أسْــرِعْ و لا تَـخَـفِ ...................... ...................... ...................... القطاراتُ استفاقتْ سـتَصْــفِــرُ ، مرّةً أخرى ، قليلاً لتحملَــنا وترمـيـنـا ، بعيداً ... حيثُ لن يعوي قطــــارُ ! برلين 04.07.2010 |
|
اضطرابٌ جَــوِّيٌّ |
|
|
تَـخــاطَـفَ البرقُ ليلاً والبحيرةُ والأشــجارُ غابتْ. ســماءٌ ليس يسـكـنُــها ســوى تَـخاطُـفِ هذا البرقِ ... ................. ................ ................ ثانيةً ويقصِفُ الرّعــدُ . يأتي وابِلٌ هَـطِــلٌ ؛ ويشــربُ النـبتُ أمواهاً مقدَّســةً وتدخلُ الغرفــةَ الأرواحُ والورَقُ ويَخْطِفُ البرقُ ... في الـمَـبنى الـمُـواجــهِ بانتْ شُــرفةٌ وبأعراقِ الجِـيرانيــومِ كانَ الكونُ يأتلِـقُ ! برلين 05.07.2010 |
الـــنّــواقيــس |
|
|
هنا ، في برلين ، لا تسمعُ النواقيسَ ، إلاّ نادراً ؛ أوّلاً لأنها خفيضةُ الرنين ، وثانياً لأن الكنائسَ والكاثدرائيّاتِ قليلةٌ نسبيّاً. برلين ، على أيّ حالٍ ، ليستْ مدينةً كاثوليكيةً ، ولا تُـمْـكِـنُ مقارنتُها ، في هذه النقطةِ ، بباريس ، المدينةِ التي تظلّ تئِنّ تحت سطوة الكاثوليكيّة. فرنسا جمهوريةٌ علمانيّةٌ لشعبٍ من المؤمنين الكاثوليك ! يقول بدر شاكر السياب: بُوَيب بُوَيب أجراسُ بُرجٍ ضاعَ في قرارةِ النهَرْ الماءُ في الـجِـرارِ ، والغروبُ في الشّـجَـرْ هنا يستعملُ بدرٌ كلمةَ " أجراس " ويعني بها النواقيس. البرجُ هو بُرجُ كنيسةٍ ما . عندما نُقِلَت، إلى لغتنا العربيةِ ، رواية إرنَستْ همنغواي الشهيرة : To whome the bells toll كان عنوانها : لِـمَن تدقّ الأجراس ... لكنّ " النواقيس " هي الأقربَ إلى روح الرواية . وعلينا ملاحظة أن همنغواي استعمل الفعل Toll Ring وليس الفعل الأول يعني رنيناً فيه حزنٌ ، أي أنه ليس قرْعاً أو دَقّـاً كما يعني الفعلُ الثاني. أرى أن العنوان الأقرب إلى روح رواية همنغواي ( المرثيّـة ) هو : لِـمَـن ترِنُّ النواقيس أو : لِـمَـن تئِنُّ النواقيس * في هذه الضاحية البرلينية ، حيثُ أقيمُ ، ضيفاً شِبْـهَ ثقيلٍ على ابنتي شــيراز ، أدمنتُ الـمشيَ رياضةً ونزهةً ، وفي مساءٍ مبكِّرٍ ، قُبَيلَ السادسةِ ، سمعتُ رنينَ ناقوسٍ خفيضاً. قلتُ لشيراز : لنتبع الصوتَ . أريد أن أرى الناقوس! في أعلى مبنىً ، كنتُ أمُرُّ به فلا أحسبُه كنيسةً ، كان ناقوسٌ حقيقيٌّ صغيرُ ، ينوسُ جيئةً وذهاباً ، ويتردّد صداه بالرغم من السيارات المسرعة عادةً. ظللنا ننصتُ إلى الرنين حتى الخفقة الأخيرة ! برلين 06.07.2010 |
|
حــديقــةُ غِــيْـزونــد بْرونِنْ |
|
|
Gesundbrunnen’s Garden مَـصاطِـبُـها (حينَ تَفْرَغُ من نائمِيها ) لها كُلْـحَـةُ الوحلِ. والنائمونَ الذين مضَوا نحوَ أوَّلِ دُكّانةٍ في الصباحِ سيأتونَ بالـجُـعَــةِ ... الصبحُ يفتحُ دفترَهُ في الحديقةِ كي يكشفَ العشبُ تاريخَهُ من هشيمِ زجاجٍ ورائحةٍ لـخُـراءِ الكلابِ وبَـولِ السّكارى. كأنّ الحديقةَ مهجورةٌ منذُ أن خُـلِـقَتْ والغُراب ... كأنّ الذين بنَوا فندقَ " الهوليداي إنّ " جاراً لها أنكَروا أنّ هذي الحديقةَ تُـسْــمى الحديقةَ ( كانت لهم خِرْبةً أو خراباً ) وقد يُخطىء المرءُ مِـثلي، فيأتي ليختارَ زاويةً للتأمُّلِ ... لكنهم يجمعون هشيمَ القناني ، كما يَقطفونَ الزهورَ وأعقابَ كلِّ السجائرِ والإبَرَ ، العُـلَبَ الورقيّـةَ والقيءَ .... ................ ................ زاويةٌ للتأمُّلِ ؟ 07.07.2010 |
جَـــوّابٌ |
|
|
هذا الصباحَ ، جلستُ تحتَ الخيمةِ الخضراءِ تحتَ الدّوحـةِ ... العرَباتُ مســرعـةٌ وعصفورٌ أتى هذي الدقيقةَ ، كلبُ ســيِّــدةٍ وسائحتانِ يابانيّتانِ ، الشمسُ ناعمةٌ ويَبْلغُني الهديرُ الـمـَعدِنيُّ : قطارُ شَـحنٍ مَـرَّ تحتَ الجِســر ... لا ماءٌ ولا شجرٌ قطاراتٌ تَـمُــرُّ ؛ الأرضُ حولي ، خَشْـنــةٌ ، بُـنِّـيَّــةٌ لا عشبَ تحتَ الدوحــةِ امرأتانِ يابانيّتانِ ... أهيمُ ، منذُ الفجرِ ، في طُرُقاتِ برلينَ . ...................... ...................... ...................... القطارُ يظلُّ يحملُني ، كطَــيرِ الرُّخّ . برلين 09.07.2010 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 9 of 10 |