الجمعة, 26 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 375 زائر على الخط
بــانورامـــا


مُـوبي دِكْ طباعة البريد الإلكترونى

Moby Dick

Image 
تخطيط بالكومبيوتر
27.06.2010

اخر تحديث الخميس, 23 دجنبر/كانون أول 2010 21:53
 
رادِسُ الغــابةِ طباعة البريد الإلكترونى

يأتيكَ الاسمُ من حيثُ لا تدري ، وآنَ لا تدري.
تغمغِمُ في سِـرِّكَ ، فينفتحُ نعيـمٌ . هاهي ذي " رادسُ الغابةِ " ملتفّةٌ بأشجارِها وظِلالِها العميقةِ. نوافذُها تكادُ تَخْـفَـى من متعرِّشٍ ومتسلِّقٍ . خضرةٌ ذاتُ أفوافٍ وتدرُّجاتٍ وندىً. لَكأنَّ تونسَ العاصمةَ خلعتْ جُبّـةَ القاضي ، أو بِزّةَ الشرطيّ،  ولاذت بالطبيعةِ خلاصاً.
هنا ، ظلَّ عبد الرحمن بن أيوب ، يهدهِدُ " تِـبْــرَ الزمانِ " حُلماً على الوسادةِ والورق.
هنا أيضاً ، ودّعَ محمد الصغير أولاد أحمد، شقاوةَ صِبا ، فأمسى ربَّ عائلةٍ.
كلّما دخلتُ رادسَ الغابةِ تذكّرتُ أندريه جِيد في " قوتِ الأرض " وهو يصلِّـي لبلدةٍ جزائريةٍ
لِصْقَ العاصمةِ ، أيضاً ، هي " الـبُـلَـيدة ". وهي لِـبْـلِـيده ، بالنّطقِ الجزائريّ.
ما يُبهِجُ المرءَ في تونسَ ، أن الطبيعة لم تزَلْ موضعَ احترامٍ نسبيّ .
مرّةً كنت مع  محمد لطفي اليوسفي ، في سيّارته " الأودي" القديمة ، نخترقُ غيضةً، فيها أشجارٌ ما رأيتُ مثلَها من قبلُ.
سألتُ : أيّ أشجارٍ هذه يا لطفي ؟
اجابَ : أشجارُ الفلّين . إنها محميّةٌ .
*
أحببتُ إحدى قريبات عبد الرحمن بن أيوب .
كانت من " قرقنة ".
لكنها لم تُحبِـبْـني . وقد فعلتْ خيراً ، لها ، ولي.
" رادِس الغابة " لا تزال تتموَّجُ بضحكةِ تلك التي لم تُحبِبْني.
كانت ضحكتُها مثل أجراسِ فضّةٍ.
*
قبل فترةٍ ، اتّصَلَ بي منصف الوهَيبي ، شاعرُ تونس الأصيل ، قال لي : البقاء في حياتك. محجوب العيّاري رحلَ...
محجوب العيّاري ، الشاعر ، المتمردُ بطريقته ، رحلَ ضاحكاً ، بعد أن سهرَ طويلاً ، ودخّنَ ثقيلاً. محجوب هو مَن دعاني إلى " نابِل " لأكون في ضيافته ، في " نُزْلِ إيمان" حيث السيدة
ليلى .العيّاري ، أخذني مرّةً إلى بستانٍ من بساتين " نابل" البحرية ، فيه نفحةٌ من " رادس الغابة"
محجوب العيّاري كان مولَّهاً بـ " تونس العاصمة".بـ" رادس الغابة " تحديداً .

 
الســاحةُ في الصــباح طباعة البريد الإلكترونى

Hanne Solbek Platz

يفتحُ هذا المقهى – المطعمُ ، في العاشرةِ ، البابَ
المقهى- المطعمُ ، صينيٌّ
( حيث جلستُ إلى طاولةٍ فارغةٍ )
والساحةُ
( حيثُ مَداخلُ أرصفةٍ لقطاراتِ المدنِ الألمانيّةِ )
ما زالت موحشةً
وتظلّ الساحةُ موحشةً
حتى العاشــرةِ ...
الفتياتُ سيأتينَ ، يسابِقْنَ حقائبَهُنَّ
إلى الأرصفةِ السودِ ؛
سيأتي الأتراكُ بما زرعوا
وسيأتي أكرادُ الأتراكِ بما صنَعَ الأتراكُ ،
وتأتي الدرّاجاتُ لِـتُربَطَ كالخيلِ
( عليّ الآنَ مغادرةُ الطاولةِ )
.................
.................
.................
الساحةُ
تستيقظُ
لكنْ ، متأخرةً ...
مثلَ امرأةٍ في الخمسينَ
مُدَوَّخةٍ من ليلةِ حُبّ !

برلين  30.06.2010

 
الصّيفُ ناعمــاً طباعة البريد الإلكترونى

تدورُ طويلاً في المخازنِ
كلّما أتتْ مخزناً دارتْ قليلاً
وفكّرتْ قليلاً
ولم تلمُسْ
ولم تشترِ ...
.......................
.......................
.......................
الضحى ربيعٌ ، كأنّ الصيفَ راجَـعَ نفسَهُ
فهَبَّ خفيفاً.
ليتَها ، الصبحَ ، قد نضَتْ غلائلَها
واختارت البحرَ !
ليتَها !
ولكنَّ مَن تهوى بعيدٌ...
تـلَـبّــثَـتْ
ومدّتْ يداً :
أوّاه ، لو كان ههنا ، يداعبُني تحتَ القميصِ .
سأشتري القميصَ ...
وأرضى بالذي أتحسس !

برلين       30.06.2010

 
محمّــد عـفـيـفي مطَــــــر طباعة البريد الإلكترونى

30. O6.2010
الشعراءُ يرحلون هكذا ، صامتينَ ، منسيّينَ.
هل سيذكرُهم أحدٌ ؟
في هذا الكرنفالِ الجنازيّ لأمّـةٍ أُخرِجَتْ ، قهراً ، من التاريخ ، لا أحدَ يذكرُ أحداً .
مصرُ ذاتُ خصوصيّةٍ هنا أيضاً.
قبل محمد عفيفي مطر، مَن كان يتذكّرُ محمد صالح؟
وقبل محمد صالح ، مَن كان يتذكّر صلاح عبد الصبور ؟
*
محمد عفيفي مطر ، مات بما مات به ملايينُ المصريين ، منذ كانت مصرُ ، ومنذ كان النيل . مات بفايروس الكبِد الوبائي. ربما كان عفيفي أكثرَ تعرُّضاُ للإصابةِ بالوباء ، بسببٍ من طبيعةِ
غذائه ، اللصيقةِ بفقرٍ حقيقيّ.
محمد كان يعيش في القرية ، في الغيط ( بتعبيره ) ، وكان إذا حلَّ بالقاهرةِ جلبَ معه غذاءه:
جُبناً قَريشاً ، وأعشاباً من الحقل  ، بصلاً وثوماً وكّراثاً وجرجيراً .
كان يقول لي : ظلَّ الفلاّحُ المصريّ ، لا يتناول من الساخنِ غيرَ الشاي.
*
لا أعتقدُ أن شاعراً مصرياً لقِيَ من العنَت والظلمِ ، ما لقيه محمد عفيفي مطر.
لقد اعتُقِلَ ، وعُذِّبَ ، حتى كاد جسده يتهدّمُ تماماً.
ظلَّ أعواماً  خاضعاً لعلاجٍ قد يُصلِحُ ما أفسده التعذيبُ من عصبٍ وعظمٍ ولحمٍ.
أمّا تهمتُه فهي انتماؤه إلى حزب البعث.
*
كان بيني وبين الرجلِ بُرودٌ ما ، بسببٍ من سياجٍ سياسيّ  صفيقٍ كان بيننا.
في إحدى زياراتي ، للقاهرة ، اعتذرتُ له ، وقرأنا معاً في أمسيةٍ من أماسي معرض القاهرة الدوليّ للكتاب.
وأظنني ، بِتُّ ليلةً ، ضيفاً عليه ، في شقّته المتواضعة ، التي تحاذي النيل. وكان غذاؤنا بعضَ ما جاء به من " الغيط " : الجبن القَريش والجرجير. رحلَ محمد عفيفي مطر. عفيفَ اليدِ واللسانِ.

 
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>

Page 7 of 10
3cities.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث