|
اســتقالــةُ الشــيوعيّ الأخيــر |
|
|
قال الشيوعيُّ الأخيرُ : سأستقيلُ اليومَ لا حزبٌ شــيوعيٌّ ، ولا هُم يحزَنون ! أنا ابنُ أرصفةٍ وأتربةٍ ومدرستي الشوارعُ والهتافُ ولَـسْــعةُ البارودِ إذ يغدو شــميماً ... لم أعُدْ أرضى المبيتَ بمنزلِ الأشباحِ ، حيثُ ســتائرُ الكتّانِ مُـسْــدَلةٌ وحيثُ الماءُ يَـأْسَــنُ في الجِرارِ ، وتفقدُ الصوَرُ المؤطَّرةُ ، الملامحَ ... ......................... ......................... ......................... أستقيلُ وأبتَني في خيمةِ العمّالِ مطبعةً ورُكناً ... سوف أرفعُ رايتي خفاقةً في ريحِ أيلولٍ مع الرعدِ البعيدِ ، ومَـدْفَقِ الأمطارِ ، أرفعُها ولن أُدْعَى الشــيوعيَّ الأخـــير ! ...................... ...................... ...................... الليلُ يأتي . لندنُ الكبرى تنامُ كعهدها ، ملتفّةً بالمعطفِ المبلولِ أمّا في الضواحي ( و لأَقُلْ هَـيْـرْفِـيلْــد ) حيثُ يقيمُ صاحبُنا الشيوعيُّ الأخيرُ فقد أقامتْ ربّةُ الأمطارِ منزلَها عميقاً في العظامِ ... اللعنةُ ! انتفضَ الشيوعيُّ الأخيرُ : إن استقلتُ فأين أذهبُ ؟ إنّ ثمّتَ منزلاً لي ، فيه عنواني المسجَّــلُ ... ولْـيَكُنْ بيتاً لأشباحٍ ! سأسكنُه وأسكنُهُ لكي أُدْعى الشيوعيَّ الأخير ! لندن 02.09.2008 |
|
تعاليمُ الشيوعيّ الأخير : مَن يخطو سَـبْـعـاً ؟ |
|
|
مَن يخطو سَبعاً ليكونَ شيوعيّـاً ؟ * أعرفُ أنّ بناتٍ يسألْنَ وأعرفُ فتياناً سألوني ، أعرفُ أيضاً أنّ شيوعيَّ غدٍ ليس شيوعيَّ الأمسِ ... وإذاً ... كيف يكونُ الـمرءُ شـيوعيّــاً ؟ .................... .................... .................... يستمتعُ بالأشياءِ جميعاً ، لكنّ عليه ألاّ يملكَ شيئاً . يقرأ كارل ماركس : كتاباتٍ أولى ، ورسائلَ ، حتى يَبْلغَ " رأسَ المالِ ". في الحزبِ يظلُّ رفيقاً في قاعدةٍ ليستْ متخصِّصةً ، كي ينظرَ من فوق ... يلبسُ أجملَ ، يسمع موسيقى ، ويغَنِّي مثلَ مغنِّي أوبرا إيطاليّ ... يتعلّمُ كيفَ يفكُّ سلاحاً ( حتى لو كان مسدّسَـه ) ويُرَكِّـبُــهُ . يتعلَّمُ فنَّ الصمتِ ... ويُصغي. لا يؤمِنُ إلاّ بالشعب ! لندن 03.07.2005 |
أيامُ العملِ السّــرّيّ |
|
|
كنتُ أراقِبُ في عينيها ما كانت تَـجْهَدُ أن تُخفــيــهِ : ليالي العملِ السِّــرِّيّ بيوتَ الحزبِ ومطبعةَ المنشوراتِ المحمولةَ في صندوقٍ خشبٍ ... ذاكَ الرعبَ من الإعدامِ ، الغائرَ مثلَ حصاةِ رصاصٍ في الرأسِ . تقولُ : سقى اللهُ ، بما يســقي ، تلكَ الأيامَ ! لقد كنتُ فتاةً دون العشرينَ مغامِرةً أحمِلُ مِطواةً لِلّحظةِ آنَ يكون الموتُ حياةً ... آنَ أكونُ الأجملَ ! ......................... ......................... ......................... أنت الآنَ تراني ... حسناً ! لكنْ ، بعد دقائقَ ، أو ساعاتٍ سنكونُ بعيدَينِ بعيدَينِ تماماً حتى عن ذكرى هذا البارِ المكتظِّ بأهلِ المســرحِ هذا البارِ الباردِ حيثُ تدفّـأْنا بنبيذٍ وبأيّامٍ لن أستقبلَها حين تعود ... لندن 07.11.2007 |
|
الشيوعيّ الأخيرُ ، محرِّرُ بغداد |
|
|
عشرونَ ألفاً من بساتينِ السماوةِ أقبَلوا متدافِعينَ ومن غِياضِ الكوتِ ... كانوا يحملونَ بنادقَ البَرْنو ويستبقونَ سيّاراتِ " لادا " من ذواتِ الـمَـبْـدَلِ اليدويّ والدَّفْعِ الرُّباعيّ ... الغبارُ يشوِّشُ الآفاقَ والراياتُ حُمْــرٌ ، لا تكادُ تُرى من النقْعِ الـمُـثارِ . الفجرُ لَـوَّحَ والهتافُ : تعيشُ بغدادُ ! الشيوعيُّ الأخيرُ هنا ... الشيوعيّونَ جاؤوا حَـرَّروا بغداد ! لندن 28.02.2010 |
الشــيوعيّ الأخير لا يعمل مترجِماً |
|
|
كأنّ الشيوعيّ الأخيرَ يُـلِمُّ باللغاتِ جميعاً ... كلّما حلَّ بلدةً تعلَّـمَ فيها ؛ وهو يُقْسِـمُ أنه تعلَّـمَ سبعاً في مدارسَ صعبةِ الـمِـراسِ ، وأنّ الطيرَ تفهمُ ما يقولُ ... إلخ ... إلخْ وأنّ فتىً من فنزويلا أرادَ أن يسجِّـلَــه في الأوبَرا ! قالَ إنه لأفصحُ من فرسانِ قشتالةَ ... الحديثُ يطولُ ! ................. ................. ................. اليومَ أبصرتُهُ وقد تَـلَـبَّـثَ في المقهى ... - أتدري ؟ أرادوني أكون مترجِماً ... - بكليّةِ الآدابِ ؟ - لا . في المعسكرِ ... - الكلامُ غريبٌ ! - إنني ذاهبٌ غداً إلى " الشَّـطرةِ " الخضراءِ لا مِن معسكرٍ ، ولا أميريكيّـينَ ... - والطيرُ ؟ والغناءُ ؟ - سأنساها إلى أن أرى ندىً ينِثُّ علينا ، والحديثُ يطولُ .... لندن 04.07.2006 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 التالى > النهاية >>
|
Page 2 of 6 |