|
أمــطارُ آب |
|
|
دخانٌ ، بلونِ السحابةِ يصعدُ من سطحِ مبنىً جوارَ الكنيسةِ ، والمطرُ اشــتـدَّ حتى لَواذِ العصافيرِ تحتَ النوافذِ . ثَـمَّ مبانٍ تلاشتْ ملامــحُـها واستَكَـنَّـتْ إلى بعضِها : قد تَــوَحَّــدَ مرأى الكنيسةِ والبنكِ ... سوف تكون الشوارعُ موحلةً تحت أمطارِ هارْلِــمَ . أين ينامُ المـشَــرَّدُ ؟ ................. ................. ................. في الشارعِ ارتَــدَّ ضوءُ المرورِ إلى الأحمرِ . المطرُ السيلُ أغلَقَ هذا السبيـــل. نيويورك 21.8.2007 |
|
لا تَــقُــلْ |
|
|
حينَ تجلسُ ، منفرداً ، في الحديقة حينَ تدنو من المرفأ حينَ تشربُ ، عجلانَ ، كأسَ الـجُـعـةْ حينَ تمضي إلى ساحةِ الســوقِ حيثُ الطيور حينَ تسمع أغنيةً ونوافيرَ ماءٍ تدور ... حينَ تدنو من المتشردِ في مَوهنِ الليلِ حينَ الـقُـمامةُ تعلو وحينَ تضيقُ الشوارعُ ... حينَ الـمُـغَـنّي ينامُ الظهيرةَ ، حينَ الأســـى ... حين تأخذ سيارةَ الأجرةِ ، اليومَ ، نحو المطارِ البعيد ... لا تَقُلْ في خفوتٍ : وداعاً ! لا تَقُلْ أيَّ شــيء للبلادِ التي أورَثَـتْكَ الجنونَ البلادِ التي هدمَتْ وطناً فوقَ رأسِكَ واستأجرتْ زُمْـرةَ القتلِ واقتلعتْ من حديقةِ بيتِكَ معنى الغصون ... نيويورك 29.8.2007 |
قــريةُ البرابرة |
|
|
فتحوا مصرفَهم في وسطِ القريةِ كالقلعةِ في السوقِ ، وأعلَوا ســورَهم ، أعلى من النجمِ وطاروا بجيادٍ من حديدٍ تحرسُ المصرفَ ليلاً ، ثم قالوا : فَـلْـنُقِمْ مأدُبةً عُظمى لنأكلْ جِلْدَ خنزيرٍ ونشربْ من دمِ الثورِ ونلبسْ صوفَ جاموسٍ . لقد كان مساءً صاخباً ... ( كلُّ مساءٍ صاخبٌ في القريةِ ) الناسُ سكارى ونيامٌ وجنودٌ أدخَلوا ثُكْــناتِهم لحمِهم ... ........................ ........................ ........................ لن يصدحَ القيثارُ والقدّيسُ لن يأتي ولا البلبلُ . لن يختلفَ ، البتّــةَ ، في القريةِ ، نورٌ وظلام ... لندن 01.9.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 التالى > النهاية >>
|
Page 5 of 5 |