|
الفتى الأسـودُ يطيــرُ |
|
|
فجأةً قررتُ أن أدخلَ في " زاوية الجاز " ... مساءٌ باهتٌ . كان بريدي الإلكترونيّ يأتي باعتذاراتٍ طوالَ اليومِ . والقيظ ! كأني لم أزلْ في عدَنٍ ... والمرأةُ / القطةُ قالت إنها تتركني الليلةَ كي تأوي إلى مرســمِها في آخِرِ البلدةِ . إني رجلٌ يكره أن يحيا وحيداً ، هكذا قررتُ أن أدخلَ في " زاوية الجازِ ". ........................... ........................... .......................... هو المقهى طويلٌ متَراخٍ كـمَـمَـرٍّ في قطارٍ أســتراليٍّ . وكانت صورٌ باهتةٌ لـمُغَــنّينَ زنوجٍ تملأُ الجدرانَ . موسيقى من الريفِ أتتْ من آلةِ التسجيلِ . لا جازَ ... أيا ساقيةَ البارِ ! نعم ... بعد قليلٍ . دائـمـاً في العاشــرةْ ! * أُكمِلُ كأسَ " الديكِ الروميّ البـرّيّ " The Wild Turkey * ضجّةٌ في البابِ ... كانت فتياتٌ يتدافعنَ ويضحكنَ ويدفعْنَ فتىً أسودَ قد علّقَ قيثارتَه من ظَهرِهِ حيثُ تدلّـى شَعرُهُ المضفورُ في سَـبْـعٍ . مضتْ ساقيةُ البارِ إلى البابِ : ادخُلوا ... ولْـنبدأ الآنَ ! الفتى الأسودُ ، ينضو ، الآنَ ، قيثارتَـهُ والفتياتُ الضاحكاتُ اخترنَ أن يجلسنَ في آخِـرِ صفٍّ من كراســي الحانةِ . الريفُ الذي كان هنا في آلةِ التسجيلِ ... غابَ ... اندفعتْ قيثارةٌ . كان الفتى الأســودُ في الليلِ الأميركيِّ يطيــــــــر ! نيويورك 11.8.2007 |
|
مَــركز روكفــلَــر The Rockefeller Center |
|
|
ذهبٌ هو الشلاّلُ والتمثالُ من ذهبٍ . كؤوسُ المطعمِ الصيفيّ من ذهبٍ وقائمةُ الطعامِ وما تَـراكَــمَ في الصحونِ ... ملابسُ العمّالِ من ذهبٍ . ودانِــيــةُ الغصونِ وما يدورُ على المصاطبِ من حديثِ الناسِ من ذهبٍ . وفي الأعلى تلوحُ مسلّـةُ المبنى التي لم تَعفُها الأيامُ من ذهبٍ . وجوهُ الناسِ من ذهبٍ . وأبوابُ المحطةِ والقطارِ الـجَهْـمِ من ذهبٍ . طريقُ المركزِ المرصوفُ من ذهبٍ . وأشجارُ الطريقِ وجنّـةُ الأزهارِ من ذهبٍ . وجِــرْوُ البنتِ من ذهبٍ . ............. .............. .............. لَـكَـمْ أضحَكــتَـني ، يا صاحبـي في المطعمِ الصينيّ حينَ بدَوتَ محتدماً وأنت تقولُ : قلبُ البنتِ من ذهبِ ! نيويورك 13.8.2007 |
العاملُ العاطلُ عن العمل يستيقظ |
|
|
بالطيورِ التي تُعلِنُ الشمسَ يستقبلُ العاملُ الأسْــودُ النائمُ ، الصبحَ ... كانت مَـمـاشي الحديقةِ ناعمةً بالندى والغصونُ التي استيقظتْ تتشكّــلُ مثلَ الغصونِ المصاطبُ مبثوثةٌ كالأرائكِ والكلبُ يرفعُ قائمةً ... ثَـمَّتَ الماءُ يَقْـطُـرُ من حنفيّــتِـهِ والعصافيرُ تشربُ . والعاملُ الأسودُ ، الآنَ ، يفتحُ عينيهِ يفْرِكُ واحدةً ثم يمضي إلى الحنفيّـةِ . تفْزعُ فاختــةٌ . يُخْرِجُ فرشاة أسنانِهِ ، يتمضمضُ ... يملأُ راحتَــهُ . يشربُ الماءَ ســروالُهُ الجِــينْـزُ أسـْـودُ في زُرقةٍ . كانت الشمسُ تَبْـلُغُ مصطبةَ النومِ . يختارُ أخرى ويُغْمِضُ عينيهِ ثانيةً وينام ... نيويورك 17.8.2007 |
|
المتشــرِّدُ والسنجابُ |
|
|
كان صباحُ السبتِ لذيذاً : شمسٌ فاترةٌ ونسيمٌ يحملُ ضَوعاً من عشبٍ وأوائلَ برْدٍ . كان سياجُ حديقةِ " واشنطنْ سْـكْـوَير" نديّـاً . .................... .................... .................... نفضَ المتشــردُ بطّـانيّـتَـهُ وطواها . أخرجَ قطعةَ خبزٍ من جيبِ السروالِ الجِــيــنْــز تلَفّتَ ، ثم استأنى عند شُجيرةِ ســرْوٍ . هبطَ السنجابُ دنا ، حتى كاد يلامسُ كفَّ المتشــرِّدِ . يلتقطُ السنجابُ فُتاتَ الخبزِ ويرقصُ كالطيرِ ... وكان المتشردُ ، مثل نبيٍّ ، يسترسلُ في لغةِ السنجاب ! نيويورك 18.8.2007 |
منــظرٌ مشــوَّشٌ |
|
|
من غرفةِ نومِكَ يبدو مبنى " الإمبايَر سْتَيت " مختلفاً ... كان ضبابٌ صيفيٌّ يمسـحُ ، بالفرشاةِ ، خطوطَ المبنى و نتوءاتِ الذاكرةِ . المطرُ الصيفيُّ ، غزيراً كانَ ، الليلةَ ... والنجمةُ حمراءُ كما كانتْ أبداً ... .................... .................... .................... في الصبحِ سنجمعُ ما نملكُــهُ في صُـرّةِ قُـطْــنٍ سـوداءَ ونرحلُ في عرباتٍ من خشبٍ ! نيويورك 20.8.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 التالى > النهاية >>
|
Page 4 of 5 |