|
ظهيــرةُ صيفٍ إفريقيّ |
|
|
ســـعدي يوســف السماءُ وأسماكُ بحرِ الشمالِ ُ مُلَــوَّحةٌ بالـمُـلوحةِ ... كان الهواءُ الثقيلُ يُدَلِّــي كُرَيّاتِ مِلْحٍ علىالعشبِ ، كان اليمامُ الذي وردَ الماءَ عند البحيرةِ مستنفدَ الصوتِ : ياقوتتي أنتِ أختي ... وياقوتتي أين بِنتي ؟ وياقوتتي كيف أبْلغُ في الليلِ بيتي ؟ * السماءُ وأسماكُ بحرِ الشمالِ مُـلَـوَّحةٌ بالملوحةِ ... كانت صنوبرةُ الساحةِ الأخضرَ المستحــيلَ ؛ العصافيرُ تهدأُ فيها وتأوي إليها السناجيبُ والنحلُ تأوي إلى ظِـلِّـها الخيلُ ... يا جارتي يا صنوبرةَ الساحةِ : اتَّـرِكي لي ، ولو لحظةً ، هدأةً في الظلال ... * السماءُ وأسماكُ بحرِ الشمالِ مُـلَـوَّحةٌ بالملوحةِ لاشــيءَ ، حتى فتاتي التي هجرتني تلاشت ملامحُها ... والكنيسةُ تعلنُ في التلِّ أرباعَ ساعاتِها كأنْ لم يكنْ في العروقِ الخفيّـاتِ شيءٌ ، كأنّ الخليقةَ قد تبدأُ الآنَ .... إن الخليقةَ تبدأ إنّ الخليقةْ ... لندن 03.07.06 |
|
الــزانُ النحاســيّ |
|
|
سعدي يوسف سأكونُ ، مثلكِ ، شاهداً عدْلاً سأذكرُ : يعرفُ الزانُ النحاسيُّ ، الحقيقةَ ؛ أنه شجرٌ وأن نحاسَــهُ غيرُ النحاسِ ، وأنه شجرٌ ، بهِ ( لا حولـهُ ) أسماؤهُ الحسنَـى وأن الوصفَ ، مهما طالَ ، يَـقْصُـرُ عن بلوغِ النُّسْغِ . ........................... ........................... ........................... كنتُ أقولُ لامرأةٍ أبتْ أن ترتقي صدري ، إلى رِعشاتِ ذِروتِها : اطمئِنـي ! قد يكونُ القاعُ قِـمّـتَـنا كما كان المتاهُ سبيلَــنا ... الأسماءُ ليستْ كالمسمّـى ؛ إنها ما قد نراه ... لندن 16.06.06 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ * الزان النحاسيّ Copper beech شجر . |
بعدَ أن انتهى الخريفُ الخامسُ |
|
|
ســــعدي يوســف مِـمّـا أُســـمِّـيـهِ ، أنا ، الشُّـرفةَ ، أرهـفتُ أناملي كي تلمُسَ الـــــريحَ . الشتاءُ الواقفُ الآنَ تماماً عندَ صفصافِ البحيراتِ … اصـطـفاني شـــــاهداً . لم أَدْرِ ما أفعلُ ! في باطنِ كفِّـــي نملةٌ تسعى … وفي البستان غطّـى الورقُ الأحمرُ والـبُـنِّـيُّ والأصفرُ ما شكّــلهُ العشــبُ . غيومٌ لا تُرى صارت ســـماءً . أينَ راحَ الطــيرُ ؟ هل عُـرِّيتِ الدوحــةُ كالمرأةِ في الحُــلمِ ؟ أأفراسُ الــصِّـــبا تعْــدو ؟ يلوحُ الماءُ من بينِ جذوعِ الشجرِ . السنجابُ ذاكَ الدائبُ ، الدهرَ ، على قولِ : " صباح الخيرِ " لي ، لم أرهُ . ربّــتَـما أخْــلَدَ ، كالثعلبِ مقروراً ، إلى غرفته في دوحة البلّــوطِ . لم تأتِ التي قالت ســتأتي الساعةَ الرابعةَ ب.ظ ، والبردُ الذي لم يكنِ البتّــةَ برداً صار برداً . إنني أستحلبُ القاتَ … أهذي مكّــةٌ أَم يافعٌ ؟ كان هديرُ السيلِ يأتي غامضاً في هَـبّــةٍ سـاخنــةٍ للريح . لن آوي إلى معتصَــمٍ أو نَـشَــزٍ في الأرضِ … إني ذاهبٌ في السيلِ . إني السيل . لندن 22/10/2005 |
|
العواصمُ تتداعَــى |
|
|
ســـعدي يوســف كلما جئتُ واحدةً من عواصمنا العربيةِ صـلَّيتُ … ها أنتِ ذي ! أنتِ ما زلتِ حاضرةً ( مثلَ ما كنتِ في الكتبِ الجِــلْدِ مخطوطةً أو مُــرَنَّــحةً في الأغاني .. ) السلامُ عليكِ … السلامُ على مَن رأى في خرائطِكِ الحُــلمَ واستافَ في خَـلْـجـةٍ من هوائكِ والماءِ ذاكَ الشــميم َ الــمُــضَــوَّعَ من جــنّــةٍ ؛ ولتكوني حلَبْ لتكوني المـعـرّةَ ، والقاهرةْ لتكوني الرّباطَ دمشقَ طرابُلسَ الغربِ والقيروان … ولتكوني التماثيلَ ( آلِــهــةَ البدوِ ) مطمورةً في الرمال . ولتكوني السجون ولتكوني الدياميسَ تُســـمَلُ فيها العيون ولتكوني التي قطّــرَتْ عـرَقَ الــمَوزِ أو عرَقَ الــتَّــمرِ أو عصرتْ خمــرَها في الخريفِ الــمُـبَــكِّــرِ أو شنقَتْ في الصباحِ المبكِّــرِ عشّــاقَها … ثم أضحتْ تُـصَـلِّـي على طبقٍ من ثريدِ الرؤوسِ . …………………………… …………………………… …………………………… النساءُ بِـمُــرّاكشَ اعتدْنَ أن يتنقّـبْنَ ، والطارقيُّ ومن شاءَ أن يكتبَ الشِـعرَ كي يتكسّــبَ … …………………… …………………… …………………… تلك البلادُ لنا والعواصمُ فيها عواصمُــنا نحن أشرارُها نحن أخيارُها نحن عشّــاقُها المنتهونَ إلى القتلِ ؛ لكنّ تلك العواصمَ نحنُ ، العواصمُ ( حتى ولو لم نشـأْ ) نحنُ… نحنُ فإنْ سُــلِّـمَتْ لسوانا أو استسلمَتْ ، هل سنذكرُ أُغنــيــةً عن دمشق ؟ هل ستذكرُ مَن كانَ منّــا ، ومَن لم يكنْ بَـعدُ ، أغنيةٌ من دمشق ؟ 7/1/2006 |
سر الليل(N) |
|
|
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>
|
Page 2 of 7 |