الخميس, 25 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 1442 زائر على الخط
الشــيوعــيّ الأخير


الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّــة طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوسف

كان الشيوعيّ الأخيرُ مؤرَّقاً في ليلةِ الأحدِ ، الصديقةُ غادرتْ ظُهراً
إلى باريسَ ، والمطرُ الخفيفُ يجيءُ أثقلَ ، لحظةً من بعدِ أخرى .
والنبيذُ الأستراليُّ الذي قد كان يكْـرَعُـهُ بأقداحٍ كبارٍ كادَ يصرعُـهُ !
وجاءته المصيبةُ عند بطّـاريّةِ السيّارةِ . الأشياءُ قد همدت ؛
فماذا يفعلُ الآنَ ؟
الشيوعيُّ الأخيرُ مضى ينقِّبُ في الرفوفِ العالياتِ … وثَـمَّ أتربةٌ على
الكتبِ العتيقةِ . ثَمَّ نسْجُ العنكبوتِ ، وما تبقّـى من جناحَي نحلةٍ .
لكنه استلَّ الكتابَ ، وراحَ يقرأُ :
أمرُنا عجبٌ !
مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جِنانِ الـخُلْــدِ …
قالَ لهُ : لقد طوّفتُ في الآفاقِ ســبعاً ، كي أصادفَ طاهراً . كان
الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ … الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ . غير أني كنتُ
أسألُ عن عقيقِ سَـجِـيّـتَينِ : الطُّهرِ والعدلِ . السماءُ تفتّحتْ …
فلننطلقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعد دقيقةٍ !
كان الشيوعيُّ الأخيرُ مكوَّماً فوقَ الأريكةِ
هاديءَ الأنفاسِ
مبتسماً …
كأنّ روائحَ الفردوسِ تُفْـعِمُ قصرَهُ الليليَّ حقّـاً !
 
لندن 28.6.2006

 
الشيوعيّ الأخيرُ يذهب الى باريس (N) طباعة البريد الإلكترونى
اخر تحديث الجمعة, 21 دجنبر/كانون أول 2007 15:01
 
الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوســف
 
قد طالَ ما ألقيتُ أثوابي وأتعابي على حجرٍ ، لأسبحَ في الخليجِ …
إلى يميني شاطيءٌ مترددٌ بين الحصا والرملِ ،
ألـمَحُ في يساري  عالياً بين الصخورِ فناريَ الأعمى
وكان البحرُ يهدأُ في الخليجِ
وتلعبُ الأسماكُ بالألوانِ : أحمرَ ، أصفرَ …
 الفسفورُ يطفو ،  والقواقعُ تختفي في الموجِ  ؛
ثَـمَّ هسيسُ أطرافِ الســراطينِ  الـخَـفِـيُّ
وحبْلُ مرساةٍ تقَـطَّعَ قبل أعوامٍ ،
وأهبِطُ …
كنتُ ألتمِسُ انغماراً لا يفارقُني …
انغماراً يجعلُ الـجسدَ امتداداً للمياهِ وللنجومِ اللامعاتِ هناكَ في القاعِ ؛
انغماراً لا تُـمَـيِّــزُ فيهِ بين يديكَ والشمسِ .
الخليجُ يُطِلُّ من عدَنٍ على عدَنٍ
ومن عدَنٍ على يَـمَـنٍ سيُبْــحرُ  في الصباحِ ليبْـلُغَ الـجَـنّـاتِ
………….................
…..………………….
………………………
ما أبهى الـمَعادَ !
كأنني ما زلتُ في عدَنٍ ؛
وأثوابي وأتعابي على حَجَــرٍ هناك !

لندن 31/5/2006

 
الشيوعيّ الأخير يعود من الشاطيء طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوسـف

كان الشيوعيّ الأخير يدورُ بين محطة الباصات والـمقهى الصباحيّ …
النوارسُ لاتزال تدور زاعقةً فُويقَ الناسِ والطُّرُقاتِ والحِصْـنِ القديمِ ،
ولا تزالُ صبيّــةُ الـمقهى تعدِّلُ شَعرَها المنفوشَ ليلاً  ؛
 -    يا صباحَ الخيرِ !
     لم أعرفْ بأنكَ ههنا  …
  *   قد جئتُ أمسِ ، لكي أعودَ اليومَ !
-         قُلْ لي : أيّ شيطانٍ قد استدعاك ؟
     يأتي الناسُ كي يستمتعوا بالبحرِ والرملِ الدفيءِ ؛ وأنتَ تعودُ كالمجنونِ ؟
 *  ليس الأمرُ هذا …
     قصّــتي كانت مفاتيحي !
 . …………………..
……………………
……………………
أتعرفُ ؟ كنتُ بعدَ شتائنا القاسي وقضــقضةِ العــظامِ
أُحِسُّ بلهفةٍ للبحرِ . كنتُ أريدُ أن أُلـــقي بأتعابي وأثوابي
عــلى رملِ الشواطيءِ … نحنُ ملاّحونَ في المعــمورةِ !
البــحرُ المحيطُ يُـتِـمُّ رِحلتَـنا ويَبدؤها . أتحسبُني تركتُ
البحرَ والرملَ الدفيءَ وفتنةَ الأجسادِ مختاراً ؟ كأنك يا صديقي
لستَ تعرفُني !
ألَمْ أُخبِرْكَ ؟ ليس الأمرُ هذا . قصّـتي كانت مفاتيــحي .

*
أتيتُ إلى المدينـــةِ ( ولتـكنْ إيستبورنْ Eastbourne ) .
واستأجرتُ غرفةَ منزلٍ . ومشيتُ نحوَ الشاطيءِ . الأمـواجُ
كانت كالجبالِ . وثَمَّ ريحٌ صَرصَرٌ . والناسُ يرتعدون من بردٍ
عرايا . فتنةُ الأجسادِ قد ذهبتْ مع الريحِ ! انتظرتُ دقائقَ …
الموجُ العنيف يرشرشُ الممشى ، ويبلغُ أوّلَ المقهى . إذاً ، هل
أرتمي في الماءِ  أم أرتَـدُّ نحو غُرَيفـتي بالمنزلِ ؟ استجـمَعتُ
بُقيا من حماقاتِ الصِّـبا ، وهبطتُ  ، مثلَ قذيفةٍ ، في الماء .

*
هل كنتَ تدري أنني متمرِّسٌ بالغوصِ ؟ ذاكَ الصُّبحَ فــي
إيستبورنَ غُصْتُ إلى قرارِ البحرِ . كان القاعُ أصلعَ . لانباتَ
ولا قواقعَ فيــهِ . والأسماكُ قد رحلتْ إلى بحر الشمالِ …
الكهرمانُ هناكَ . والمرجانُ ينبتُ في الجنوبِ . وهكذا  قررتُ
أن أعلو إلى حيثُ المقاهي والملاهي والهواءُ . لقد أطللتُ …
أدركتُ الحقيقةَ . ليس في القاعِ العجيبِ ســوايَ . سوف
أقول للناسِ ، الحقيقةَ . سوفَ أرفعُ في مقاهي البلدةِ البحريـةِ
الأنخابَ . سوف أقولُ : مرحىً للشيوعيّ الأخيرِ ! ومـرحباً
بفضيحةِ الأسماءِ والأشياء …
مجدُكَ أن تغوصَ إلى قرارِ البحرِ
 مجدُكَ أن تقول !

*
والآنَ تسـألنـي عن المفتاحِ ؟
سوف أقول شيئاً مضحكاً :
ضاعت مفاتيحي بقاعِ البحرِ …
لكني أخَـبِّـيءُ نسخةً أخرى بلبلابِ الحديقةْ !
 
لندن 4/6/2006

 
الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوســف

ظلَّ الشيوعيُّ الأخيرُ  ، هو ، الفقيرَ ...
فإنْ تَدَبَّــرَ أمرَهُ يوماً ، وصارَ الـمالُ يملأُ جيبَهُ
( تأتي مصادَفةً )
تأبّطَ مالَــهُ
ومضى يبدِّدُهُ  : المقاهي والمطاعمُ  ،
والصديقاتُ اللواتي صِرْنَ قد أحبَـبْـنَهُ تَوّاً …
ورُبَّـتَـما  تَـذَكَّــرَ  أمْـرَهُ
 – أن يشتري ، مثلاً ، قميصاً !
………..........
….………….
……………..
كمْ أحَبَّ السوقَ !
تلكَ الواجهاتِ ، وباعةَ السِّـلَعِ المزوَّرةِ
الصبايا العاملاتِ
وذلكَ الصعلوكَ عند المدخلِ الخلفيّ للبارِ العتيقِ …
وكم أحَبَّ مصاطبَ السوقِ !
العجائزُ  ، والسكارى الصبحَ ، والأطفال …
والشجرُ الذي ما زال يعبَقُ بالندى الليليّ …
ينتبهُ الشيوعيُّ الأخيرُ :
ألم أجيءْ كي أشتري شيئاً ؟
قميصاً رُبَّما ؟
……………..
……………..
……………..
يدنو من البارِ العتيقِ
يمازحُ الصعلوكَ …
يدعوه إلى كأسٍ  ، وصحنِ فطائرٍ بالـجُـبْنِ
ينتبذانِ زاويةً .
ومثلَ البرقِ يقتنعُ الشيوعيُّ الأخيرُ بأن لونَ قميصِـه أبهى
وأن تجارةَ القمصانِ ليستْ شأنَـهُ ؛
أن الحياةَ تريدهُ حُرّاً ، وأحمرَ
أن لون قميصهِ سيظلُّ أحمرَ
قانياً ،
ولْـتَسقط القمصانُ
 إنْ كانت ستَعْرِضُ بَـيعَـه ، هوَ ، في مَزادِ السوقْ …

لندن 5/6/2006

اخر تحديث الجمعة, 21 دجنبر/كانون أول 2007 14:50
 
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>

Page 7 of 7
yumyaat.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث