|
نــيو أورليـــانز New Orleans |
|
|
ســـعدي يوســـف آهِ ، آهٍ … نامِــي آهِ ، آهٍ … نامِــي إنني نائمٌ إننا نائمــان في ســريرِ الـميــاه . آهِ ، آهٍ … نامِــي * قد يستحيل الماءُ ناراً ، والرياحُ مَـعاوِلاً . لا نحن في فجر القيامةِ خُـشَّـعٌ غَرثى ، ولا نحن الأوائلُ في ســلاســلِـنا . فما انشَـقّتْ قبورٌ في الفلاةِ ، ولا تراءت في الــمدى ســفُنُ العبيــدِ .كأنّ قُطْــناً ذائبــاً من جوزةٍ ســوداءَ هائلةٍ تَـغـلـغَـلَ في عروق الصخر و الأسفلتِ أعمقَ … نحن ثُفْـلُ الأرضِ والمدنِ التي كنّــا بنَـيناها . هي المستنقَعاتُ تظلُّ تطلـبُـنا ، تنادِينـا بأسماءٍ ظَـنَـنّـا أنها نُسِـيَتْ مع النسيانِ ، والحربِ البعيدةِ قبل قرنَينِ . النجومُ شواهدٌ لقبورنا في الماءِ . والصمتُ الـمـحيطُ صلاتُنـا . في الـبُـعدِ موســيقى . إذاً : إفريقيا السوداءْ . * آهِ ، آهٍ … نامــي آهِ ، آهٍ … نامــي إنني نائمٌ إننا نائمــان في ســريرِ المياه آهِ ، آهٍ … نامي * للـمُـغَـنِّي الأعمـى سأُوقِدُ قنديلاً ، وللحافياتِ في الجَـمـرِ قنـديلَـينِ ، نمضي مع الخرائطِ ، نمضي مع مَن دارت الدهورُ عليهِـم . عَـلَّـنا في فُـجاءةٍ نَـبْـلُغُ الأرضَ التي لم تكُــنْ . أإفريقيا ؟ خضراءُ خضراءُ … أيها السيِّـدُ الذي قال: أنتم ملحُ هذي الأرضِ . انتهى الكذِبُ الـقُـحُّ . انتهينا من هــذه القحبةِ . الآنَ الطريقُ مفروشــةٌ بالقيحِ والقـيءِ ،والسكارى وما هم بسكارى. سنُغلِقُ الصفحةَ / التاريخَ . إنْ لم تكن بدايَــتُـنا اليومَ ، فأيّـانَ نــبتدي ؟ سوف نرضى بأن تعودَ لنا كلُ السفائنِ . احترقت كلُ الجسورِ . والماءُ نـارُ . * آهِ ، آهٍ … نامــي آهِ ، آهٍ … نامــي إنني نائمٌ إننا نائمانِ في ســريرِ الميــاه آهِ ، آهٍ … نامــي * إلى كل ملهىً بالشمال ومربعٍ تنادت سِراعاً كالجواميسِ هـذه الطيورُ الحديديّـاتُ ، لم تَـتَّرِكْ لنا سوى أن نظلَّ الظِلَّ .ليس سوادُنا بأغمقَ مِـمّـا تحتَ جِلْـدِ مُـتَـوَّجٍ من البِيضِ . هاتوا سِحرَكُمْ ! إنّ مُـنْـتأىً تراه الحديديّـاتُ منأىً ومأمَناً … نراه اقترابَ الفصلِ ما بين أُمّــةٍ وأُخرى .لقد كان الزمانُ مهدهَــداً بأُغنيةٍ منّــا . لقد كان الحريرُ نسيجَ ما بناهُ البِـيانـو. الطبلُ يُقرَعُ ! دَمْ ، وَ دَمْ ، دَمْ ، دَمْ … إنّ الطبلَ يُقرَعُ ! دَمْ ، ودَمْ ، دَمْ ، دَمْ … إنّ الطبلَ يُقرَعُ ! * لا تنامي … لندن 5/9/2005 |
|
حفْــرُ البئرِ المطويّــة |
|
|
سعدي يوسف عينايَ متعبَتانِ ؛ أسبوعـَينِ أحفرُ دونَ منقطَعٍ ، وأحفرُ ... لستُ أدري ما الـنهارُ وليلُـهُ . قد كنتُ أحفرُ . كنتُ أحفرُ . كان في جسـدي ندىً ، وعلى مدى شفتيَّ غمغمةٌ تتمتِمُ. أيَّـما لغةٍ سأُنطِقُها ؟ ستُنطِقُني ؟ الجبينُ مُفَصَّـدٌ عرَقاً وبردٌ في المفاصِــلِ . منذ أســــبوعَينِ أحفرُ ... لن يكونَ اليومُ أمسِ ، ولن يكونَ غداً . أُقيْـمُ عــلى ذُؤابةِ لحظةٍ . وأظلُّ أسبوعينِ أحفرُ . لستُ أدري أيَّ قيعانٍ تَقاذَفُـني ، وأيَّ الطيرِ أُطْـلِقُ ؟ غارت العينان من نَصَبٍ وسُهدٍ . يا سماءً من دُمىً قطنيّـةٍ وهفيفِ سعْفٍ ! كنتُ ألتمسُ الرطوبةَ في الـمهفّـةِ ، والمنازلَ في السَّـويقِ . وكنتُ أستافُ اللَّقاحَ بِـغَـرْشَــةِ اللَّـقّاحِ . مائي السلسبيلُ نقيعُ طلْعٍ . سوف أُغمِضُ هكذا عينينِ متعبَتينِ ؛ سوف أشمُّ دِرْعاً من يمانيةٍ تثَنّتْ عند مبخرةٍ وأرحلُ هكذا في بعضِ تمتمةٍ ، وأُسْـبِلُ ، للمغنِّيةِ ، اليدينْ ... لندن 12.06.06 |
الشيوعي الأخير يقرأ أشعاراً في كندا |
|
|
سعدي يوسف ضاقت به الدنيا ، ولكنْ لم يَضِقْ ، هذا الشيوعيُّ الأخيرُ ، بها ... وكان يقول : للأشجارِ موعدُها ، وإنْ طالَ الخريفُ سنينَ أو دهراً ! وكان يقول أيضاً : خمسَ مرّاتٍ تَـلـَوتُ الشِّعرَ في وطني ، لأبتدِئ الرحيلَ ... وكانَ... لكني سمعتُ بأنه قد كان في كندا لأسبوعَينِ ؛ ماذا كان يفعلُ ؟ ليس في كندا ، شيوعيون بالمعنى القديمِ ، وليس في فانكوفرَ امرأةٌ معيّــنةٌ ليسبقَ ظِـلَّها أنّـى مضتْ ... بل ليس في " الروكي " نخيلٌ ، كي يقولَ اشتقتُ للشجرِ المقدّسِ ؛ قلتُ : خيرٌ أن أُسائلَ أصدقاءَ لهُ ... أجابوني : لقد كان الشيوعيُّ الأخيرُ ، هنا ، نقولُ الحقَّ ... بل إنّـا سهرنا ليلةً في مطعمٍ معهُ. وقد كنا نغَـنِّــي ، والنبيذُ القبرصيّ يشعشعُ الأقداحَ والوجَناتِ . ماذا ؟ نحن في فانكوفـــــرَ الخضــراءِ لا بغداد ... لكنّ الشيوعيّ الأخيرَ مضى ! إلى أينَ ؟ اشترى ، صبحاً ، بطاقــتَـه ، إلى عَبّــارةٍ تمضي به ، هُــوناً ، إلى جُزُرِ المحيطِ الهاديءِ ... * الأيامُ ، في أيّــامنا ، عجَبٌ ! وأقرأُ في رسالته الأخيرةِ : أيها المسجونُ في أوهامكَ السوداءِ ، والكتــــبِ التي ليست بلون قمـــيصِكَ ! اسمعْــني ... ولا تقطعْ عليَّ سرابَ أسفاري . لقد هبطتْ بيَ العَـبـــّارةُ البيضاءُ عند جزيرةٍ بالباسِفيكِ ... أقولُ : فِكتوريا ! فيندفعُ الشميمُ ، وتخرجُ الخـلجانُ سابحةً . ستأتي عندنا الحيتانُ فجراً ، أو أسُــودُ البحرِ . لا تتعجّـل الأنــباءَ .... فِكتوريا هي الأمُّ العجيبةُ ، جَـدّةُ الهنديّ والملهوفِ ، والأنثى المقدّسةُ . الطواطمُ عندها حرسٌ ، وروحُ الدبِّ . والأسماكُ هائلةً تَقافَـزُ بينَ كفَّــيها . .............................. .............................. .............................. وماذا كنتُ أفعلُ في الجزيرةِ ؟ أنت تعرفني . تماماً . كنتُ ، مثلَ نضالِ أمسِ ، أُحَرِّضُ الطلاّبَ ... كيفَ ؟ قرأتُ من أشعارِ سعدي يوسف ... البَـحّــار ، صاروخ توماهوك ، إعصار كاترينا ، وقتلى في بلاد الرافدَينِ . ولحيةُ القدّيس والْت وِيتمان . أشجار البحيرات العميقةِ . والبارات عــنــدَ إجازةِ الجنديّ . تبدو بغتــةً عَـوّامةٌ في النيلِ . يبدو النخلُ أزرقَ في البعيدِ . النسوةُ الغرثى يَـلُـبْنَ . عُواؤنا ؟ أمْ أنها تلك القطاراتُ التي تمضي إلـــــى ليلِ الـمَـدافنِ في الصحارى ... أيها الجنديّ دَعْ بلدي ، ودعْني في الجحيمِِ . قرأتُ من أشعارِ سعدي يوسف ... الأمرُ الغريبُ : كأنّ هذا الشاعرَ الضِـلِّيلَ يعرفُني ، ويعرفُ ما أريدُ .... كأنه أنا ! لستُ أفهمُ ما أقول ... لندن 31.10.2006 |
|
الفرات |
|
|
سعدي يوسف يغـيضُ عن " الرّقـةِ " الـماءُ كي يدخـلَ الطـبقاتِ الخفـيّـةَ من لحـمِـنا ، نحن أبناءِ تلكَ الضفافِ التي أنبتتْ قصباً للأسِـنّـةِ والأغنياتِ . الفراتُ هنا ضلّـلَ النورسَ . السمَكُ الـمتحدِّرُ من فُوّهاتِ الجبالِ ارتــــضى في الفراتِ مراعيَـهُ ، وارتدى الفضّةَ . الخيلُ تعبرُ ، غرثى ، مَخاضاتِـهِ . والجِمالُ الأبيّــةُ تعلِكُ في الصّـهَـدِ ، الشيحَ . ماءٌ تغلغَلَ في الرملِ . في وجْـنةِ الطفلِ . ماءٌ يَظلّ بكـفـَّيكَ ، لا يتبدّدُ . ماءٌ هو البَسْـمَــــــــلــةْ . * سلامٌ على جـسـدَينِ استحالا بهِ جســداً واحداً . والسلامُ على القاعِ حــيثُ الحصا يترقرقُ . يا بردَ مائِكَ ! أقسمتُ بالطيرِ أن أرتــــدي كلَّ فجــــــرٍ جناحَينِ ، أقسمتُ بالطينِ أن أبلغَ الطينَ في صبوةٍ ، غائصاً ... أيها النهرُ يا خيطَ أسمائنا وتواريخِــنا ، يا قـرانا ، وذكرى مَمالكِــنا . يومَ جـــئتُكَ أحمِلُ أوزارَ خَطوي تحمّـلتَني ، وانتظرتَ إلى أن وثبتُ خفيفاً من القاعِ . ضوءٌ على جسـدَينا . وضُــوءٌ . أهذا هو السلسبيلُ ؟ أهذي هي السّنبلةْ ؟ * فيافيكَ ، حيثُ الذئابُ التي تأْلَفُ النارَ . جنّاتُ عدْنِكَ حيثُ الصقورُ التـي تأْلَفُ الناسَ . مَرْعاكَ حيثُ الزهورُ به كَـمْـأةٌ . والنساءُ اللواتي يَخُضْـنَ بأثوابِهِنَّ الـمُـوَيجاتِ إذ يتبرّدْنَ . هل كان صوتُ الـمُـغَــنِّي شبيهَ عرائسِكَ ؟ الليلُ يهبطُ ، سـمْحاً ، خفيفاً . شِـباكٌ بلا سَـمَكٍ في ثيابِ الصغارِ . ويأتي الشّميمُ : أقهوتُكَ الـمُرّةُ الآنَ ، أمْ وترٌ يتقطّـعُ ؟ ألـمُسُ أحجارَكَ الناعماتِ الثقالَ ... وأُصغي إلى ضجــّةٍ . أهيَ مفتاحُ كنزِكَ أم أنها الصّلصلــةْ ؟ * تسيلُُ الهُوَينى ... قروناً تسيلُُ الهُوَينى ... وتمنح أهلَكَ خبزَ الضفافِ وقثّاءَها والأغاني . تسيلُ الهوينى ... قروناً تسيلُ الهوينى ... يمرُّ بك العابرون : الجيوشُ ، اللصوصُ ذوو الخُوَذِ ، السائرونَ إلى حتفِهِم في الظلامِ ... السماسرةُ ، السُّحُبُ الصيفُ ، أوباشُـنا ، والقياصرةُ ، الطامعونَ ... وأنتَ تسيلُ الهوينى قروناً تسيلُ الهوينى .... وتمضي كأنك لا تعرفُ المسألةْ . لندن 06.7.06 |
أنا وصاحبي نؤلِّفُ نصّـاً للغناء |
|
|
سـعدي يوسف أن تكونَ مع امرأةٍ في شتاءِ الشمال وتكونا بغُرفةِ نُزْلٍ على شاطيء البحرِ آنَ الستائرُ مسدلةٌ والشواطيءُ مهجورةٌ ... * ها! ها! ها! هل أتاكَ المُـغَـنِّي الفرنسـيُّ منذ البدايةِ ؟ كم كنتُ حذرتُكَ اسمعْ ( ولا تحفظ ) الأغنيةْ ! فلْـنُـغَـيِّـرْ كثيراً من النصِّ : أيُّ امرأةْ سوف تفرحُ بالياسمين ! * انتبِـهْ ! بعد سطرٍ سيأتي نِزارٌ ... * إذاً ، خَـلِّنا نمْضِ : أيُّ امرأةْ سوف تنزعُ عنها غلائلَها وهي في نُزُلٍ مع مَن سوف يأخذها كلَّ ليلٍ إلى موجةِ البحرِ ... .......................... .......................... .......................... أيُّ امرأةْ ! لندن 13.06.06 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>
|
Page 1 of 7 |