الجمعة, 26 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 1027 زائر على الخط
الشيوعيّ الأخير يعودُ من الشــاطيء طباعة البريد الإلكترونى

كان الشيوعيُّ الأخيرُ يدورُ بينَ محطّةِ الباصاتِ والمقهى الصباحيّ ...
النوارسُ  لا تزالُ تدورُ زاعقةً فُوَيقَ الناسِ والطُّرُقاتِ والـحِصْـنِ القديمِ ،
و لا تزالُ صَبيّـةُ المقهى تُعَـدِّلُ شَعرَها المنفوشَ ليلاً ؛
- يا صباحَ الخيرِ !
   لم أعرفْ بأنكَ ههنا ...
· قد جئتُ أمسِ ، لكي أعودَ اليومَ !
- قُلْ لي : أيُّ شيطانٍ قد استدعاكَ ؟
يأتي الناسُ كي يستمتعوا بالبحرِ والرملِ الدفيءِ ؛ وأنت تعودُ كالمجنونِ؟
· ليس الأمرُ هذا ...
قصّتي كانت مفاتيحي !
.........................
.........................
.........................
أتعرف؟ كنتُ بعدَ شتائنا القاسي وقضقضةِ العظامِ
أُحِسُّ بلهفةٍ للبحرِ . كنتُ أريدُ أن أُلقي بأتعابي وأثوابي
على رملِ الشواطيءِ ... نحن ملاّحونَ في المعمورةِ !
البحرُ المحيطُ يُـتِـمُّ رِحْلتَنا ويَبدؤها . أتحسَبُني تركتُ
البحرَ والرملَ الدفيءَ وفتنةَ الأجسادِ مختاراً ؟ كأنك يا صديقي
لستَ تعرفُني !
ألم أُخبِرْكَ ؟ ليس الأمرُ هذا . قصّتي كانت مفاتيحي .
أتيتُ إلى المدينةِ ، ( ولْـتَـكُـنْ Eastbourne  ) .
واستأجرتُ غرفةَ منزلٍ . ومشَيتُ نحوَ الشاطيءِ . الأمواجُ
كانت كالجبالِ . وثَـمَّ ريحٌ صَـرصَـرٌ . والناسُ يرتعدون من برْدٍ
عرايا . فتنةُ الأجسادِ قد ذهبتْ مع الريحِ ! انتظرتُ دقائـقَ ...
الموجُ العنيفُ يُرَشـرِشُ الممشى . ويَبلغُ أوّلَ المقهى . إذاً ، هل
أرتمي في الماءِ  ، أم أرتدُّ نحـوَ غُرَيفَتي بالمنزلِ ؟ استجمعتُ
بُقْـيا من حماقاتِ الصِّـبا ، وهبطتُ ، مثلَ قذيفةٍ في الماءِ .
*
هل كنتَ تدري أنني متمرِّسٌ بالغوصِ ؟ ذاكَ الصبحَ في
إيستبورنَ ، غُصْتُ إلى قرارِ البحرِ . كان القاعُ أصلعَ . لا نباتَ
و لا قواقعَ فيهِ . والأسماكُ قد رحلَتْ إلى بحرِ الشمالِ ...
الكهرمانُ هناكَ. والمرجانُ ينبتُ في الجنوبِ . وهكذا قرّرتُ
أن أعلو إلى حيثُ المقاهي والملاهي والهواءُ . لقد أطْلَلْتُ ...
أدركتُ الحقيقةَ . ليس في القاعِ العجيبِ سوايَ . سـوفَ
أقولُ للناسِ ، الحقيقةَ . سوف أرفعُ في مقاهي البلدةِ البحريّةِ
الأنخابَ. سوف أقولُ : مرحىً للشيوعيّ الأخيرِ ! ومرحباً
بفضيحةِ الأسماءِ والأشياءِ ...
مَجْدُكَ أن تغوصَ إلى قرارِ البحرِ
مجدُكَ أن تقول !
*
والآنَ تسألُني عن المفتاحِ ؟
سوف أقولُ شيئاً مضحكاً :
ضاعتْ مفاتيحي بقاعِ البحرِ ...
لكني أُخَـبِّـيءُ نسخةً أخرى بلَبلابِ الحديقةْ !

لندن 04.06.2006

 
muchtaraty.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث