أقولُ له ... (ليَ في الحقِّ ) - كانت ظهيرةُ ثلجٍ تَنِثُّ علينا - : ألم نَصِل البلدةَ ؟ اليومَ ( أذكرُ ) مرّتْ بنا ، وعلينا ، عواصفُُ ليس لها عددٌ. مَرَّ طيرٌ بنا ... مرَّ طيرٌ علينا ، وقالَ لنا : أســرِعوا ! مَنْ تباطأَ ماتَ . ولم يمكث الطيرُ . لم يتلبّثْ . فهل بلغَ البلدةَ ؟ اليومَ ( أذكرُ ) أكملتُ خمسينَ عاماً على الدربِ. ما قال لي أحدٌ : أين أنتَ ؟ وما حالُكَ ؟ الطيرُ لم يتلبّثْ . صحيحٌ . ولكنه قال شيئاً ... ومنذُ مضى ، مسرعاً ، وبهيّاً ،ومنتفضاً ، لم أجدْ في الطريقِ ســواي ... ولم يأتِني أحدٌ ، في النهارِ أو الليلِ ، كي يتبلّغَ من خُبزتي ( خيمتي مثلُ نارٍ على عَلَمٍ ) أتُرى كنتُ في التيهِ ؟ أَمْ أنّ رِفْقَتِــيَ التائهون ؟
لندن 08.02.2009
|
اخر تحديث السبت, 13 فبراير/شباط 2010 21:59 |