ها نحن أولاءِ نقرفصُ تحت سقيفتنا السعْفِ قريبينَ من الموقدِ ؛ كان دخانُ الورقِ المبتلِّ يبللُ أعينَــنا بالدمعِ ويَحجبُ عنّـا المرأى حتى لكأنّ أصابعَـنا بُتِـرتْ … نحن نحسُّ بها
لكنْ نعجزُ عن أن نطْــبِـقَـها أو نفتحَــها . ما أغربَ ما تفعلُـهُ العينُ إذا عـشِـيَـتْ ! ما أغربَ ما تفعله أوراقُ التينْ ...
ها نحن أولاءِ نراقبُ عند البابِ ، الساحةَ ( أعني ساحةَ قريتنا ) نمسحُ عن أعيننا دمعاً وسخاماً ونحاولُ أن نبصرَ ما يجري … لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً ؛ أكثفَ من لَـبِـنٍ منقوعٍ منذ ســنينَ ، نقولُ : إذاً ، ما جدوى أن ننظرَ ؟ فـلْـنطْـبِـقْ أعيُـنَـنـا دهراً منتظِــرينْ ها نحن أولاءِ ، أخيراً ، في الساحةِ ؛ لا ندري كيف تشجّــعْـنا أن نتحرّكَ … لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً وغزيراً غُصْـنـا حتى الرُّكَـبِ المقرورةِ بالوحلِ وما زالَ المطر‘ الموحلُ يهطلُ … قلنا : العودةُ أســلمُ ، فـلْـنتحصّـنْ ، ثانيةً ، بسقيفتنا ولْـنجلسْ حول الموقدِ نُـطـعمُـهُ ، أكثرَ ، أكثرَ ، أوراقَ التينْ . لندن 8/12/2003
|