كنتُ أراقِبُ في عينيها ما كانت تَـجْهَدُ أن تُخفــيــهِ : ليالي العملِ السِّــرِّيّ بيوتَ الحزبِ ومطبعةَ المنشوراتِ المحمولةَ في صندوقٍ خشبٍ ... ذاكَ الرعبَ من الإعدامِ ، الغائرَ مثلَ حصاةِ رصاصٍ في الرأسِ . تقولُ : سقى اللهُ ، بما يســقــي ، تلكَ الأيامَ ! لقد كنتُ فتاةً دون العشرينَ مغامِرةً أحمِلُ مِطواةً لِلّحظةِ آنَ يكون الموتُ حياةً ... آنَ أكونُ الأجملَ ! ......................... ......................... ......................... أنت الآنَ تراني حسناً ! لكنْ ، بعد دقائقَ ، أو ساعاتٍ سنكونُ بعيدَينِ بعيدَينِ تماماً حتى عن ذكرى هذا البارِ المكتظِّ بأهلِ المســرحِ هذا البارِ الباردِ حيثُ تدفّـأْنا بنبيذٍ
وبأيامٍ لن أستقبلَها حين تعود ...
لندن 07.11.2007
|