سعدي يوسف يكاد الكلام الفارغ عن الاتفاقية أو المعاهدة ، يملأُ ، بنتانةٍ مضافةٍ ، الجوَّ السياسيّ العراقيّ ، المنتن أساساً ، بصحفه المأجورة ، وفضائياته المبقورة ، وألْسِـنةِ ناطقيه المقطوعة من أصلِها . ويبدو لي أن هذه الثرثرة الفارغة ، المتناقضة شكلياً ، تهدفُ إلى نشر سحابةٍ مسمومةٍ تخدِّرُ الناسَ ، إلى حين تمريرِ أوراقِ العبودية الأبدية . - جدولة أَمْ لا جدولة . - سقفٌ زمنيّ أم لا سقف . - قواعد أم لا قواعد . - اعتقالُ العراقيين أم لا اعتقال .
- حصانة جنودِ احتلالٍ أم لا حصانة . إلى آخر قائمة الاستغفال الكبرى . ولسوف يضاف أمرٌ " جديد " هو مجلس النواب (نوّاب بريمر ) : هل سيصادقُ على أوراقِ العبودية ؟ من شبه المؤكّد أن أناساً كثيرين يتمنَّونَ ، ســرّاً ، رفضَ الأوراق . السؤال : مَن سيرفضها ؟ مُلاّياتُ بريمر وعواهرُهُ ، ومتديِّنو بريمَر وأفنديّــوهُ ، مالئو كراسي المجلس ، سيصادقون حتى بالحوافر على أوراقِ العبودية . مُلاّياتُ بريمَر وعواهرُه ، ومتديِّنو بريمَر وأفنديّوه ، سيهتفون بألف " نعَم " لاسترقاقِ البلد وأهله . لا مكانَ للأوهام هنا . لا مساحة ، حتى لو كانت شبراً في شِبْرٍ ، للمناوَرة . سوف تتِمُّ المصادقة . بل لقد تمّتْ ، واقعاً ، ضمن المعادلة السياسية القائمة . * لكنّ الاستعمار زائلٌ حتى لو طالَ أمَدُه . غير أن هذا الأمد لن يطول إلى يومٍ ينجو فيه الخونةُ من الحساب ! لندن 09.07.2008
|