لثلاثةِ أيامٍ ، وثلاثِ ليالٍ ، ظلَّ المطرُ الصامتُ يدخلُ في الجِـلْدِ ، ويســـري في الدمِ ، حتى ابتلَّ إطارُ الألـمنيومِ وأوشكتِ الصورةُ - مجرىً جبليٌّ - أن تغرقَ . كان العشبُ يميلُ ويَخفُقُ ، كان يسيلُ . الغرفةُ باردةٌ . لا صوتَ ولا امرأةٌ . والغرفةُ باردةٌ تَلتفُّ بزُرقـتِها وتنامُ . السجّادةُ تُنْبِتُ أزهارَ البوشْناقِ الواسعةَ . الضوءُ الذّرِّيُّ يرشُّ على الأزهارِ غباراً ذهباً . تَسّاقَطُ أوراقٌ بيضٌ من سقفِ الـغرفةِ . والريحُ تدقُّ على الشبّاكِ . المطرُ الصامتُ ينطقُ . مـاءٌ في الـمرآةِ ، وماءٌ سِــرّيٌّ في العينيـــنْ . لندن 09.01.2007
|