كتابة : باري كْرَي ( 22 أيار 2007 ) ترجمة وإعداد: سعدي يوسف قُتل واحدٌ وعشرون جندياً أميركياً في العراق بين الخميس والأحد من الأسبوع الماضي . ممّا رفع العدد الإجمالي للقتلى من العسكريين الأميركيين ، منذ بدء الحرب في آذار 2003 ، إلى 3422حسب إحصاءات إحدى المنظمات المدنية الأميركية . بينما بلغ العدد حوالي 4000 في تقديراتٍ أخرى . قال البنتاغون إن الجنود الأميركيين الستة الذين قُتِلوا في بغداد كانوا يبحثون عن مخابيء الأسلحة طوال الأسبوع . إن مهمتهم هي من نمط العمليات القائمة لإخضاع العاصمة . وتتضمّن هذه العملياتُ عزل وتحصين الأحياء التي يتمتع فيها المتمردون بالتأييد الشعبيّ ، كما تتضمن غاراتٍ تقوم بها القواتُ الأميركية والعراقية والكردية ، واعتقالاتٍ جمعيةً ، وقصفاً مدفعياً وجوياً للأحياء المدنية . وحسب الواشنطن بوست ، تضمّ مراكز الاعتقال الحكومية العراقية ، ما يقارب عشرين ألفاً ، أمّا السجون التي يديرها الأميركيون فتضمّ 19,500 بزيادة ثلاثة آلاف منذ شهر شباط . هذا العدد يمثل واحداً بالمائة من سكان العراق . والنسبة المماثلة في الولايات المتحدة ستعني ثلاثة ملايين سجين . تصعيدُ العنف الأميركي ليس سوى تمهيدٍ لما سيأتي . فالأميركيون لم يقوموا ، بعدُ ، بمحاولةٍ جديةٍ لاقتحام مدينة الصدر الفقيرة التي يبلغ عديدُ سكانها المليونَينِ ، حيث يتمتع مقتدى الصدر المعادي للأميركيين بتأييدٍ جارفٍ . جيشُ المهدي يسيطر على المنطقة منذ زمنٍ طويلٍ . ويُعَدّ تدمير هذا الجيش أو تحييدُه ، العنصرَ الأهمّ في خطّة الإندفاع . البنتاغون سوف ينتظر حتى ما بعد الأول من حزيران ، حين تتمّ الإجراءات النهائية لاستخدام الكتيبة الخامسة والأخيرة في عملية التصعيد . حتى الآن امتنعت القواتُ الأميركية والعراقية عن التحرك خارج قاطعٍ صغيرٍ من جنوبيّ مدينة الصدر . القوات الأميركية الخاصة قامت بإغاراتِ كوماندو لاعتقال قادة الميليشيا أو قتلهم ، بينما يتفاوض القادةُ الأميركيون حول اتفاقية مع الصدريين تسمح لهم ( أي للأميركيين ) باحتلال المنطقة . لكنّ المحادثات ظلّت تراوح في مكانها ، بسبب المقاومة الشديدة للاحتلال الأميركي من جانب العراقيين ، سُنّةً وشيعةً . إلاّ أن العسكريين الأميركيين مصممون على " تطهير " مدينة الصدر ، وقد أعدّوا وسائلَ بديلةً . وقد ذكرت الواشنطن بوست في الأسبوع الماضي : لو استُنفِدَت القنواتُ السياسية فإن للعسكريين الأميركيين خياراتٍ أخرى ، من بينها عملية تطهير شاملة لمدينة الصدر ، تقتضي مزيداً من القوات ، لكن القادة الميدانيين يؤكدون أن ذلك سيكون الخيار الأخير . في بغداد قال أحد الضباط : " لدينا خطّة مُعَدّةٌ لفلّــوجةٍ ثانية ، لكننا لا نريد تنفيذَها " . وكان الضابط يشير إلى الهجوم الأميركي في تشرين ثاني 2004 لاستعادة الفلّوجة من سيطرة المتمردين . كان الهجوم على الفلوجة ، عمليةً وحشيةً ، سوّتْ بالأرض مساحاتٍ من المدينة ، وقتلت المئاتِ بل الآلاف من السكان . وبعد التدمير الشامل ، أُخلِيت المدينةُ ، وطُوِّقتْ من جانب القوات الأميركية . عمليةٌ كهذه ، في مدينة الصدر ، ستكون حمّامَ دمٍ رهيباً ، وستؤدي إلى زيادةٍ حادّةٍ في عديد الجنود الأميركيين القتلى والجرحى .
|