الإثنين, 06 ماي/آيار 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 214 زائر على الخط
مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في ســوريا ؟ طباعة البريد الإلكترونى

 كتابة : جو كاي
ترجمة وإعداد : سعدي يوسف
 أحبط السوريون يوم الثلاثاء 12 أيلول هجوماً على السفارة الأميركية بدمشق .  قُتِلَ ثلاثةٌ من المهاجمين بالرصاص ، وقُبِضَ على الرابع . قُتِلَ واحدٌ من الحراس السوريين ، وجُرِح اثنان ،  إلى جانب عشرة مدنيين ودبلوماسيّ صينيّ .
وقد أشار السوريون منذ البداية إلى جماعة ليست معروفة  تدعى " جُند الشام " ،  وهي منظمة يقال إن لها صلةً  بـ " القاعدة " ، وأسامة بن لادن .
في قراءة حادث مثل هذا الهجوم الفاشل على سفارة الولايات المتحدة في دمشق ،  من الضروري أوّلاً ، السؤالُ : مَن المستفيد ؟ - أو في الحال الراهن - :  مَن كان يمكن أن يستفيد ؟
مَن يمكن أن تكون له مصلحةٌ  في مهاجمة السفارة الأميركية ؟
لقد فشل الهجوم بسبب تدخّل القوات السورية ، إضافةً إلى الطبيعـة البدائية للـمتفجرات التي اســتخدمها المهاجمون . لو نجح الهجوم فإن نتائجه كانت ستستخدَم في زيادة الضغط على سوريا من جانب حكومة الولايات المتحدة . وهذا ما سينتفع به أناسٌ في الإدارة الأميركية يدعون إلى أعمالٍ عسكرية ضد سوريا  و/ أو إيران .
في مقال بمجلة " تايم " نُشر أمس ، لاحظ  سكوت ماكليود أن النظام السوري بالرغم من صدامه مع الولايات المتحدة ، إلاّ أنه ليس من مصلحته  أن يُنَفّذَ مثل هذا الهجوم ، الذي سيهيئ ذريعةً كبرى لضربة عسكرية أميركية ضد سوريا . العلاقات متوترة منذ سنين ، وقد استدعت الولايات المتحدة سفيرها في دمشق بعد مقتل رفيق الحريري في شباط 2005 ، متّهمةً دمشق بالتورّط في الأمر  ، بينما تحيط الشكوك بقضية مقتل الحريري ، وليس من الممكن استبعاد تورّط إسرائيل أو الولايات المتحدة  أيضاً .
يبدو  الاحتمال قليلاً  في أن الهجوم على السفارة كان مجرد فعلٍ من جانب أفرادٍ مدفوعين فقط بكرههم الولايات المتحدة والسياسة الأميركية . بالطبع لا يمكن اسـتبعاد هذا  ، نهائياً ،  كاحتمالٍ ، إذ أنه من طبيـعة مـنظــمات مثل " جُند الشام "  ، مخترَقةٍ بكثافة ٍ ،  وقابلة تماماً لأن تستخدمها هذه الجهة الأجنبية أو تلك .
لأجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية ، معاً ،  تاريخ طويل في استخدام هذه الجماعات . تأسست " جند الشام "  بالتحالف مع أبو مصعب الزرقاوي بتمويل من أسامة بن لادن في أفغانستان ، في العام 1999 . في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة لا تزال تعقد صفقات مع الطالبان والأصوليين المسلمين في أفغانستان كجزء من جهودها  في تأمين سلامة أنبوب الغاز عبر أفغانستان .
منظمة " جند الشام " ، منذ تأسيسها ، أبدت اهتماماً قليلاً بالولايات المتحدة ،  مكرِّسةً هجماتها ضد الحكومة السورية بسبب توجهها العلماني . كما استهدفت حليف سوريا ، حزب الله .
الآن حدث هجوم في سوريا ،  نظّمته الجهاتُ المريبةُ نفسُها ذات العلاقة بـ" بن لادن "  . والهجوم يأتي في وقتٍ تزداد فيه الأزمة داخل المؤسسة السياسية الأميركية . احتلال العراق في أزمة .  ويدعو المعلِّقون السياسيون الديموقراطيون والجمهوريون ، معاً ،  إلى استخدام مزيد من القوات الأميركية للتعامل مع ميليشيا الشيعة في الجنوب ، والمنظمات السنّية في الغرب العراقي . والغزو الإسرائيلي للبنان كان ورطـةً  ، ولم ينجح إلاّ في تقوية حزب الله  ، وإعلاء شأنه ، وتقوية دور إيران في المنطقة . خلافاتٌ كبرى بدأت تظهر على السطح بين أوربا والولايات المتحدة بصدد السياسة الإيرانية . أوربا تريد أن تتفاهم بطريقتها مع إيران ، كما بدأ الناس في الولايات المتحدة يشككون في " الحرب على الإرهاب " ويرفضونها .
هنالك قسمٌ هامٌّ  من النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة ، يرى " الحل " الوحيد لهذه المشكلات ،  في تصعيدٍ كبيرٍ للعدوان الأميركي – وبضمن ذلك الهجوم على إيران وسوريا ، والعسكرة الكاملة للمجتمع الأميركي  .
ولتحقيق هذا ، يكون الهجوم على السفارة الأميركية بدمشق ،  ممتازاً تماماً .
لا أعني هنا ، أن مهاجِمي يوم الثلاثاء كانوا هم ، بأنفسهم ، يعملون لصالح أقسامٍ من الاستخبارات الأميركية . ربما كانوا أفراداً دفعهم كره التدخل الأميركي في الشرق الأوسط ، ممزوجاً  بالإيديولوجيا الرجعية للأصولية . أعمالٌ كهذه تنظَّم بصورة عرَضية ،  والأفرادُ المتورطون فيها مباشرةً ،  ليست لديهم فكرةٌ عمّن استخدمَهم . الطابع المرتبك جداً للعملية  - التي أخفقت حتى في اختراق أسوار السفارة -  يوحي بأن المتورطين مباشرة في التخطيط كانوا غير ذوي خبرة .
سواءٌ هيّـأ الحادث ذريعةً للهجوم على سوريا  ، حتى في إخفاقه ، أو لم يهيّْْ ، فإنه سمح للإدارة أن تظل في دعواها حول استمرار الحرب ضد الإرهاب ، وكذلك في تصعيد الضغط على سوريا .
في ما عدا الملحوظات  التي لا بدّ منها  ، في امتداح الجهد السوري في إحباط الهجوم ، فإن النغمة الرئيسة في تعليقات الإدارة كانت من قَبيل  : "  أوقفوا إيواء المجموعات الإرهابية ، توقّفوا عن كونكم عاملاً في  تشجيع الإرهاب " كما قال الناطق الرسمي في البيت الأبيض توني سنــو  . ، أو " العمل معنا في مكافحة الإرهاب ، مثل ما فعلت ليبيا  ، هذه هي الخطوة التالية لسوريا  "  .  قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إن الهجمات تعني أن الإرهابيين لا يزالون قادرين على مهاجمة البعثات الدبلوماسية ، بالرغم  من " الجهد الخارق "  لمنعهم .
ليس  بالإمكان استبعادُ إمكانات أخرى للتورّط الأميركي ، وهي كثيرة .
لكن المرء يظل في حدود التكهّن ، في حالاتٍ كهذه .

                                                     لندن   13.9.2006

 
Bristol.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث