ســـعدي يوســـف حتى قبل أن تعلن قوميساريةُ الانتخابات ( مفوضيةُ الانتخابات ) ، نتائجَها المدروســة بتمعُّــنٍ ، وقبل أن تنعقد الجلسة الأولى للمجلس المنتظَــر ، تصاعدَ الحديث عن " هيأة الحل والعقد " ، باعتبارها " الهــرم " السياسي الأعلى ، كما عبّــرتْ صفيّـة السهيل ، ذات المرجعية المعروفة . الهيأة المقترحة ( أي الهيأة القادمة ) سيكون لها حقّ النقض . أي أنها أعلى من مجلس النواب . أعلى من أي تراتبيّـةٍ وطنيةٍ ( المقصود محلّــية ) أخرى . أعلى من كل شــيء . الهيأة المقترحة هي الجسم الفعليّ لإدامة وإدارة دكتاتورية الاحتلال محلياً .
لِــمَ جاء هذا الاقتراح في مثل الـفُـجاءةِ ؟ لا يمكن فصل الأمر عن التطورات السياسية الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي . مجلس النواب ليس مضموناً في زمن العواصف : الأميركيون يريدون احتلال آبار البترول الإيرانية المحاذية للعراق ، والتي تشكِّـل تسعين بالمائة من ثروة إيران البترولية . العراق المحتلّ هو نقطة الوثوب العملية في العمليات الحربية المقررة . مجلس النواب ، بالرغم من خيانة القيادات ، قد يقول : لا ! لا لاحتلال إيران الإسلامية … ( لا نَنْسَ أن إيران كانت جنّـةَ المأوى ) . ما العمل إذاً ؟ فلتذهبْ إلى الجحيم أحاديثُ الديموقراطية والانتخابات وبناء المجتمع المدني . لتذهبْ إلى الجحيم ، الـنُّخَبُ المصنّـعةُ ، والصحفُ المأجورةُ ذواتُ الألسنةِ المقطوعة ، والأحزابُ الـمموّلــةُ ســرّاً وعلانيةً … ليذهبْ إلى الجحيم ، العملاءُ ذوو الأقنعة … الاحتلال هو الأساس . الاحتلال له ، وحده ، الحلّ والعقد ! لندن 6/2/2006
|