الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 255 زائر على الخط
حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف طباعة البريد الإلكترونى

العراق مستعمرةٌ تلوبُ فيها الذئاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-      هل يستطيع الشاعر العراقي النّجاة من السؤال السياسي؟
لا يمكن للشاعر العراقي ، أو أي شاعرٍ ، النجاة من السؤال السياسي ، إلاّ إذا اختار هو ذلك بالعمْدِ المتعسف ، لأسباب ذاتية ، وأحياناً موضوعية ، تتّصل بالحالة السياسية في بلدٍ ما ، ومستوى حرية التعبير . نحن لم نصل إلى الفردوس كي نتحاشى السؤال ...

 2-      ما علاقة الشيوعية بالشعر؟ وما سرّ تشبّثك بالشيوعي الأخير في كتاباتك؟
علاقة الشيوعية بالشعر ، متأتية من علاقة الفلسفة بالشعر ، أي علاقة الماركسية بالشعر ، إذ أن نظرة الماركسية إلى العالم لا تقتصر على الجانب  الاجتماعي/ الاقتصادي ، هناك قضايا متصلة بالنظرية الإبداعية ، واللغة ، وعلم النفس ، وكلّها ذات علاقة بالشعر .
كتبتُ " سلسلة " قصائد عن الشيوعي الأخير ...
انه شخصية جديدة ، مثل شخصية الأخضر بن يوسف .
لقد تخلّى كثيرون عن الشيوعية ، لكنّ الشيوعيّ الأخير يحبّ الشيوعية  ، ولا يزال يناضل من أجلها .
3 - هل يمكن لمن خرج من الوطن قسْرًا، أن يدخل إلى ما يشبه الوطن قصْدًا ؟
 إنْ كنتَ تعني العراق ، فإنه لم يعُدْ وطناً . إنه مستعمرةٌ  تلوب فيها الذئاب .
كيف تريدني أن أرمي بنفسي في تلك الـمَذأبة ؟
4 - كيف تنجو القصيدة الواحدة من الحروب القبلية؟
الفن عاصمٌ عظيمٌ ، ومنجاةٌ ، ودرعٌ ...
5 - هل أنت الآن بمنأى عن يوميات أسير القلعة وعن حياتك، حياتهم ، الصّريحة ؟ وهل نجح سعدي يوسف في التخلص من جحيم الماضي، أم أن جحيم اليوم أشد قسوة من الأمس؟
أعتقد أنني الآن حرٌّ مائة بالمائة .
الحرية هي فردوسي الشخصيّ ، وهي فردوس الشعر وملعبُه .  قد يأتيني جحيم الماضي في هيأة كوابيس ...
لكني أتخلّص من ذلك بسبب معرفتي أنه كابوس .
6 - لم يشأ الكثير من الشعراء العراقيين أن يختاروا منفاهم بل التجأوا إليه باعتباره منفذاً أو مهرباً من القمع والكوابيس والضغوطات السياسية والاجتماعية التي تحاصرهم في وطنهم، ألا تعتقد أن المسألة تجاوزت احتمالات الهرب إلى ما يشبه التيمة القدرية للمثقف العراقي، أو لعلها لعنة كُرّست اعتباطا أو تواطؤ لا فرق؟ كأن قدر الشعراء العراقيين أن يموتوا في منافيهم: السياب، الجواهري، البياتي، بلند الحيدري، مصطفى جمال الدين والقائمة تطول وتفجع؟
الأمرُ هو خيار الحرية .
إنْ كنتَ تراهن على الفن فعليك الاستمرار في الرهان  حتى النهاية ، حتى استيفاء متطلّبات الرهان ، ولو كان في ذلك فناؤك ...
7 - هل تعتبر أن جيل الثمانينات الشعري أقل حظا من جيل ما بعد – الحرب – ؟
أعتقد أن جيل ما بعد الحرب سيكون معرّضاً للسحق أكثر ، باعتباره واقعاً بين سلطة الظلاميين وحراب المستعمِرين .
8 - هل يمكن أن يكون ذاك الطفل، الذي صرخ في موكب حفل السلطان: " انظروا.. إنه عارٍ.." كما تقول تلك الحكاية العراقية المفجعة، هو الشاعر ذاته؟
الشاعر بشيرُ حريةٍ وصراحة .
الشعرُ ، هو ، بذاته ، نقدٌ ...
9 - هل تعتقد أن الكتابة في المنفى لقراء مجهولين وعناوين غامضة، محاولة يائسة لتعزية ذواتنا، أم هي محاولة جادة لتأميم النص الشعري وتدريبه على الطيران في سماء مفترضة، لوطن مفترض؟
ليس لديّ منفى ، أنا أكتب في مكاني الطبيعي الذي أعرفه منذ حوالي أربعين عاماً . قرائي ليسوا مجهولين  ... إنني أعرفهم على امتداد الأرض العربية .
أحاولُ أن أمنح القاريء نفحةً من حريةٍ  أمارسُها  .
10 - هل يحتاج الشاعر أحيانا إلى تبادل الأدوار مع الوحيدة المزدراة، الحرية، ولو افتراضياً لتأثيث الكون الشعري ، غير الافتراضي؟
الحرية هي هواء الشعر ومَـلعبُـه  ... المتنفَّسُ  والمعنى .
11 - قصيدة النثر صارت لها سلطة ولها حراس مؤسسة بامتياز، ألا تخاف أن تتحول نصوصك أنت نفسها إلى مؤسسة؟
قصيدة النثر  ، فتحتْ من جديدٍ بابَ الاجتهاد في الشعر ، مع أن النتائج كانت أقلّ من المأمول ...
حرّاسٌ ؟ لا أظنّ ذلك ... هنالك  متحمسون .
كيف تتحول نصوصي إلى مؤسسة ؟
أنا دائم التغيير والتجريب ...
أنصح الشعراء الشباب بالابتعاد عني .
12 - خلال السنوات الخمس الأخيرة، يتابع النقّاد بحيرة تثير الشفقة، كيف أنّك قمت بتحديث مذهل لقاموسك الشعّري، ولوّحت تطلّعاتهم وتكهّناتهم جميعا، حين كشفت أنّ تغليب الاعتناء بتسريب التوجّس الحميمي مماّ يدور ويحدث من تفاصيل خاصّة - أقلّها خطرا مشاركة الجسد وحدته والدّردشة معه عن هموم ذاتيّة - على حساب المحمول الرسالي العام للقصيدة، لم يزد جمرتك إلا توهّجا. فهل لتراكم مرارة الغربة الفضل في ذلك؟ بما أنّ عدوّك وصديقك ( المنفى الاختياري) تجمّع الآن في كائن لا يرى لكنّه في كلّ مكان؟
كأنني أتابع الفقرة السابقة !
الحقّ أن لتراكم فضاء الحرية  أثراً في عملية التجدد المستمرة .
ليس في رأسي رقيب . وأنا لا أنشر مقابل المال ، لأطوِّع نفسي ونصّي لمقتضيات منبر المشتري .
هكذا استكملت شروط الحرية ، حرية الإبداع ...
13 - "أحيانا يتلبّس القارئ شعور بما يشبه الفضيحة لأن الشاعر يخرجه من مخبأه ليذكره بأنه من عالم يسمى نامياً لا ينمو في كثير من بلدانه إلا على ما يسحق الإنسان ويجعله أقل من جرذ أو خنفساء". فهل يقتصر دور الشاعر عند هذا الحدّ، أم أن الأمر لا يتعدّى العلاقة المشبوهة بين الكاتب والمؤسسة الرسمية؟
قلت في ما سبق إن الشاعر ناقدٌ ضمنــاً .
14 - هل يمكن للقصيدة أن تنقذ العالم: عن جدوى القصيدة حيال كل هذا الدمار الروحي والخراب الذي أصاب القيم والخواء الذي يلف الإنسان الآن؟
حين أخذوا فيدريكو غارسيا لوركا إلى موضع الإعدام رمياً بالرصاص ، قال له الجلاّد : حتى الله لن ينقذك ...
مضى الجلاد ، لكن لوركا لا يزال بيننا !
15 – كتب جورج جحا " وإذا كان امرؤ القيس مغامرا و"دون جوانا" كما يعكس بعض شعره.. وإذا كان أيضا قد أُعطي لقب "الملك الضال" ففي حفيده أو أحفاده من المشابه ما يجعل خط النسب الذي أشار إليه سعدي يوسف أكثر من مجرد عملية خيال شعري ". فهل مازلت ترهف السّمع للرّعد بأرض أخرى؟
أنا أمينٌ إلى الحواسّ . وحين يصلُني الرعدُ أنصتُ إليه ، من أي أرضٍ أتى ...
16 - هل لاذ سعدي يوسف إلى " الأوديسا " روايته الشعرية الضخمة، هرباً من أسطورة " جنّة المنسيّات "؟ أم فقط
"لتفكّر بصوت هادئ "، " بعيدا عن السّماء الأولى "؟
لم أشرعْ ، بعدُ ، بتنفيذ ما خطّطتُ له  !

                                           لندن 16.8.2006

 
akeer_N.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث