الخميس, 25 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 1579 زائر على الخط
ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير طباعة البريد الإلكترونى

ســـعدي يوســـف
يعتبَر كتاب ألبير مامي   Albert Memmi  " المستعمِـر والمستعمَــر "  The Colonizer and the Colonized ، من الكتب الأساسِ في مناهضة الاستعمار ، حتى لقد قال ليوبولد سيدار سنغور عنه : " إنه سيظل وثيقةً لا بدَّ أن يعود إليها مؤرخ الاستعمار في القرن الحادي والعشرين "  .
في مقدمة الكتاب الصادر في العام 1957 ، كتب جان بول سارتر  قائلاً :
" العمل يرسي حقائقَ قويةً . أولاً وقبل كل شيء  ، لا يوجد مستعمِـرون أخيارٌ ومستعمِرون أشرارٌ : هناك مستعمِرون .

الماكنة الاستعمارية تدور في حلقة ؛ ومن المستحيل التمييز بين تطبيقها والضرورة الموضوعية . الاضطهاد يعني أولاً ، كرهَ المضطهِـدِ المضطهَـدَ . وثمّتَ حدٌّ وحيدٌ لمغامرة الدمار هذه ،  هو الاستعمار نفسه . لا أحدَ يعامل الإنسانَ معاملةَ كلبٍ إنْ لم يعتبره إنساناً أوّلاً . ونزعُ الإنسانية المستحيلُ من المضطهَد ، يصبح ، من الناحية الأخرى ، اغترابَ المضطهِــد The alienation of the oppressor   . المضطهِد نفسُــه ، هو الذي يستردُّ  ، بإيماءته البسيطة ، الإنسانيةَ التي يريد تدميرَها ؛ وما دامَ ينكر الإنسانيةَ على الآخرين ، فإنه ليرى الإنسانية عدوّاً له في أي مكان . وللمُـضيّ في هذا ، على المستعمِـر أن يكتسب قسوةَ الحجَـر . وباختصارٍ ، عليه أن ينزعَ إنسانيتَـه هو أيضاً . مع مامي نجد أن الإستعمار سوف يصنع دمارَه بيده " .
*
الأطروحةُ الأساسُ في كتاب ألبير مامي  هي أن انهيار الاستعمار أمرٌ حتميٌّ ، وأن الوسيلة الوحيدة لهذا الانهيار ستتأتى عبر الثورة . ولغرض إثبات حتمية الانهيار ، يعمد ألبير مامي إلى استخدام التحليل النفسي استخـداماً واسعاً ، كي يرسُـمَ  أفراداً  يقعون في عيِّناتٍ للمستعمِـر والمستعمَــر ، ويشرحَ العلاقةَ بينهما في سياق الاستعمار .
المستعمِـرُ يتخذ السلوكياتِ القائمة في دوره ( القسوة ، الاضطهاد ، الاستغلال … الخ ) . يؤكد مامي أن المكسب الاقتصادي هو القوة الدافعة للاستعمار ، وهي بدورها تفسِّــرُ الاستغلالَ البشع الذي يمارسه المستعمِرون .
*
بعد وصْفِ المستعمِـرِ ، ينتقل مامي إلى الصورة الأسطورية للمستعمَـر ، من خلال عينَي المستعمِــرِ ، وتتضمّن الصورةُ  إسنادَ كلِ النقائصِ ، مثل الكسل والفساد وقلّـة التهذيب ، إلى المستعمَــر . ثم تأتي العنصرية التي يمارسها المستعمِــرُ  ، ليمضي بهــــا مامي إلى القول بـ " التشييء " وهو المبـــدأ الذي جاء به
إيـمَــيـه سيزير ، مبيِّناً أن المطمح النهائي للمستعمِــر هو تحويل المستعمَــر إلى شــيءٍ موجودٍ لغايةٍ واحدةٍ هي تلبية حاجات المستعمِــر .
بعد أن بيّنَ مامي أن العلاقة بين المستعمِـر والمستعمَــر هي علاقةٌ غيرُ مستقرةٍ ، بسبب نتائجها ، يشرح مامي السبب في أن الاستعمار لا يمكن إنهاؤه إلاّ بالثورة . فهو يرى أن هناك خيارَينِ لإنهاء الاستعمار ، إمّـا إدماج المستعمَر ، أو الثورة . وهو يرى أن الإدماج غير ممكنٍ لأنه يعني قلبَ الوضع الاستعماري القائم ، وهو أمرٌ لا يرضاه المستعمِـرون. وهكذا ، بالنتيجة ، لم يبقَ أمامَ المستعمَرين إلا نيل حريّــتِهم غِلاباً .

                                                             لندن 13/5/2005
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ولد ألبير مامي في تونس ، سنة 1920
    تخرَّج في جامعة الجزائر ( قبل الاستقلال )  وفي السوربون . من مؤلفاته :  "عمود الملح "  و  " غرباء " .
-          ليوبولد سيدار سنغور  ( 1906- 2001 ) : شاعرٌ ورئيس  لجمهورية السنغال .
-           إيـمَــيـه سيزير ( 1913 - ) من المارتنيك ، شاعرٌ وسياسيّ  .
-          جان بول سارتر ( 1905- 1980 ) فيلسوف الوجودية  .

اخر تحديث الخميس, 08 نونبر/تشرين ثان 2007 10:23
 
makalaat_N.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث