هل أحلمُ، في هذا الصبح الماطرِ،
أن آتيَ صوبَكَ؟
لن تحملني طائرةٌ
لن أرحلَ في غرفة بَحّارٍ
أو في موقد حدّادٍ
أو عبر كهوفٍ من حجرٍ بركانيٍّ و مياهٍ و ظلامٍ
أنا آتيكَ و في كفّي رَسَنُ لِبُراقٍ
و على شفتي أسماءُ عراقٍ أتهجّاها
حرفاً
حرفاً
أتلوها سبع تلاواتٍ
ثم أُذَوِّبُها
لأذوبَ بها إذ أشربُها
قطرةَ ماءٍ منك ...
يا صاحبي، راح من يطوي الفيافي، راح
و اظْلَمَّت الأرضُ لّما اظلمّت الأرواح
يا صاحبي، فَزَّ طيري من غرابٍ صاح
يا حيفَ"شط ِّ العربْ"... يا خيبةَ الملاّح
سأحلمُ، في هذا الصبحِ الماطرِ،
أن آتي صوبَكَ..
أن أدخلَ، ملتبساً، كالقطِّ، بمائكَ؛
(قُدِّسَ من ماءٍ) ...
أدخل، كالمجنون، إلى سامرّاءَ
لكي أوثقَ بالحبلِ إلى أحدِ الأعمدةِ؛
امنحْني يا مَن قُدِّستَ
المغفرةَ الكبرى
و امنحني، يا من قُدِّستَ
المغفرةَ الكبرى
و امنحني، يا من قُدِّستَ
كرامةَ أن أعرى
أن أدخلَ في الماءِ
كما كنتُ
و أن أَنطقَ
في المهدِ المائيِّ صبيّا،
و امنحني الضعفَ
لكي أقوى...
يا صاحبي...لو ترى في لندن، الأشباح!
تبكي على الحال، أو تبكي على من راح
يا صاحبي، ليتَ ليلى تشعل المصباح
الناس تشكو الضّنى، و الخائن المرتاح
في هذا الصبح الماطرِ،
آتٍ، أنا، صوبَكَ...
لن يمنعني المطرُ الُمسَّاقِطُ مثل دم ٍأبيضَ،
لن تمنعني الفتياتُ الدَّبِقاتُ
و لن يمنعني الأسرى المشدودون إلى صاري كولمبُس
لن يمنعني المترو
لن تمنعني طائرة الكونكورد
و لا طائرُ برجِ الصمتِ
ولن تمنعني نفسي
..........................
..........................
..........................
نهر التمرةِ و التكوين
أنتَ، و نهرُ التوت الأبيض و الأسودِ
نهرُ التينِ
و نهرُ الأنهار:
بويب ٍ
و العشارِ
و بابِ سليمانَ
و بابِ الدنيا...
يا صاحبي، ضاع مني البابُ و المفتاح
و الليلُ ما ينتهي، و المغتدَى ما لاح
الأرض ظلّت تريد الورد و التفّاح
لكنها أجفلت من غيبة الفلاّح
14.10.2000
ديوان: "حياة صريحة"،2001
|