السبت, 20 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 367 زائر على الخط
الرشاقة التي لا تحتمل طباعة البريد الإلكترونى

(البحرين)
هذا الشاعر الرقيق، برشاقته التي لا تحتمل. سوف تأسرني دائما قدرته على الانتقال بين الكلمات والجمل والتجارب، كمن يريد أن يشرد من وضوح الصورة فيما هو يغزل الغموض العميق في الأوزان. هذه هي واحدة من بين أجمل مواهب سعدي يوسف. هذا التفلت الفذ من أسر الوزن ليذهب حراً في الموسيقى. منذ سنوات طويلة سوف لن يكتب سعدي قصيدته في حدود الوزن والإيقاع (المألوفين تقنيا) لكنه يصوغ نصه في فضاء أكثر رحابة وجمالا هو الهارموني الشامل للموسيقي بالمعنى الشعري الأعمق لإيقاع الكتابة الأدبية. وهذا ما سيوقع قارئيه في الارتباك

وهو يقودهم عبر التخوم الغامضة (الممحوة برشاقة) بين الشعر والسرد الشعري و النثر، حتي يكاد بعضهم يزعم (دون أن يكون مبالغا) بأن سعدي بات يكتب خارج الوزن (لئلا أقول قصيدة نثر(.
هذه هي موهبة الشاعر، لا أقل، لا أكثر.
الشعراء فقط. بعض الشعراء خصوصا. المأخوذون بجماليات الإيقاع في اللغة العربية، يستطيعون اكتشاف هذا السهل الممتنع في بنية أهم نصوص سعدي الشعرية، التي خرج بها من سرب شعري كثيف التجارب، ليصوغ له نكهة لغوية لن تصلح (كثيرا) لشاعر آخر سواه.
ليس من العدل، عند الكلام عن تجربة سعدي يوسف، الوقوف (حد التعثر) عند مكابداته السياسية والأيديولوجية، التي لم ينج منها شاعر عربي معاصر بدرجات مختلفة من العذاب. ففي هذا الوقوف خسارة لنعمة اكتشاف الجماليات الشعرية التي سهر عليها سعدي يوسف في صنيع القصيدة العربية الحديثة. أكثر من هذا، سوف أشعر بأن ثمة صعوبات بات يواجهها النقد السائد، فيما يرى الى تجربة سعدي الكثيفة، لفرط التنوع المذهل والاجتهادات المتماهية بالفوضى (الفنية) في شعر هذا الشاعر.
غير أنني سأجد في الكثير من نصوصه الجميلة خروجيات ممتعة لا يحققها، بهذه الجرأة، غير شاعر يحسن اجتراح أشكاله لكي يستمتع بما يفعل. سعدي يكتب شعره للمتعة الذاتية بالدرجة الأولى، وهذا شرط صرت مؤمنا به كثيرا في وقت مبكر، فالشاعر الذي لا يستمتع في لحظة الكتابة، ليس من المتوقع أن يمنح قارئ قصيدته المتعة والجمال.
من هنا سيبدو سعدي يوسف للنظرة العجولة أنه شاعر يدخل في حدود الفوضى. وسوف يفوت على صاحب هذه النظرة أن شاعرا مثل سعدي، أختبر التجارب واختبرته تحولات الحياة والإبداع، لن يصدر، في كتابته، إلا عن ذلك الوعي العميق بالمسؤولية. وهو وعي يتوجب علينا أن نحترمه ونتفهم تركيبه النوعي في سياق الكتابة الشعرية في العالم.
علينا أن نقرا سعدي، بعد كل هذا العمر، بوصفه طاقة متفجرة (لا تزال) من التوق الحار للحرية. هذا التوق الذي لا يستطيع (أعني لا يريد) نصه أن يتفاداه، حيث سينتقل في نصوصه المتلاحقة، برشاقته الفذة مكتشفا ما يسعف هذا التوق ليظل حرا، متبرما، خارجا، ليس خارج السرب الشعري فحسب، ولكن خارج الأسراب كلها.
كلما التقيت بسعدي يوسف، شعرت أنني في حضرة كائن شعري بامتياز، واشعر أنني، معه، قد استعدت ثقتي في نفسي قليلا، لفرط الشعور الذي يمنحني إياه هذا الصديق الجسور، بأن ثمة حياة تستحق أن تعاش بشروط الشاعر، بزهده، باستعداده للتخلي عن كل شي في الحياة من أجل الشعر.
وظني أن الشاعر، (وسعدي يوسف نموذجا ودليلا) لا يحتاج لأكثر من كسرة الخبز وشمس صغيرة وهامش علي مقربة من المجرة.
سأحب هذا الصديق دائما.
*****

 
Baghdad Cafe.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث