
سعدي يوسف
هل تكون البلادُ التي قد وُلِدْتَ بها
لم تكُنْ ؟
لم تكُنْ أبداً ؛
مثل تلك الحَمادةِ ...
مثل حميمِ البراكينِ إذْ يتخثَّرُ أسْوَدَ ؟
يا صُورَتي
قد تقولُ : التماثيلُ ماثلةٌ ؛
رُبّما ، غير أنّ التماثيلَ قد بَعُدَتْ ، مثل ما بَعُدَ العهدُ .
بل مثلَ ما بَعُدَ الناسُ عن كونِهِمْ بَشَراً أسْوِياءَ ...
نَعَمْ !
هكذا قد غدَوْنا هنا :
قاتلٌ أو قتيلٌ ...
وتلك البلادُ التي قد وُلِدْنا بها ، لم تكُنْ ...
فلْتَكُنْ ، أنتَ ، شاهِدَها ، في الأقَلِّ !
ولا تبتئِسْ ...
أنتَ في المطبخِ الآنَ
تلمحُ ماءَ البُحيرةِ .
قد سقطَ الورقُ
الغابةُ ، الآنَ ، منفسَحٌ .
سوف تلمحُ حتى القواربَ بعد انتظارٍ .
تَلَبَّثْ إذاً !
أنت في المطبخِ المطمئِنِّ ...
البحيرةُ سوف تكونُ غداً ، ملءَ عينَيكَ.
أطبِقْهما الآنَ :
إنّ البلادَ التي قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ .
ولكَ الآنَ
في بغتةٍ ...
أنْ تكون !
لندن 20.10.2017
|