
سعدي يوسف
سقطتْ أمامي آخِرُ الأوراقِ
أصبحت الحديقةُ هيكلاً لحديقةٍ ،
تبدو البُحَيرةُ فِضّةً
بين الغصونِ العارياتِ ...
وثَمَّ ذكرى من طريقٍ ضيِّقٍ قد كنتُ أسلكُهُ
لأبلُغَ حانةً
عند انعطافِ الجسرِ ...
أمّا اليومَ
امّا في الصباحِ الفظِّ هذا
هل أقولُ : تعِبْتُ من عبَثِ الفصولِ ؟
تعبْتُ من ألعوبةِ الأوراقِ ...
إنْ طلعَتْ
وإنْ سقطَتْ ...
وماذا لو أتى رَبٌّ جديدٌ يُعْلِنُ الأشياءَ أجملَ ؟
يُعلِنُ الشجرَ الوريفَ مُخَلّداً
ويقولُ : فلْيَكُنِ الربيعُ ، الفصلَ
فليكنِ الربيعُ الواحدَ الأحدَ ...
...............
...............
...............
انتبهتُ ...
لمحْتُ ظبياً في الطريقِ الضيّقِ المتطامِنِ ...
الظبيُ الغريرُ يشمُّ أعشاباً
ويمضغُ ،
بَغْتةً أحسستُ أن الكونَ يولَدُ ...
أنّ عينَيّ اللتَينِ اخضَلَّتا
مفتوحتان ...
لندن في 01.12.2020
|