الخميس, 25 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 1544 زائر على الخط
دورُ الإرهابيّ الدوليّ زنكَنه في إطاحة عدَن طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

أتاحتْ لي مقالة سلام موسى جعفر المنشورة هنا ، حاشيةً ، أن أستعيد تلك الذكرى المؤلمة حقّاً ، وأن أحاول تسليط ضوءٍ خافتٍ على ما جرى ، إذْ ليس لديّ سوى شهادة حقٍّ في زمن الزُّور هذا .

في أوائل الثمانينيّات ، كان فخري كريم زنكَنه استكملَ عدّتَه ، وأحكَمَ ارتباطاتِه الأمنيّة :

علي دوبة ، بارون أجهزة الأمن السوريّة .

محطة الكي جي بي في دمشق.

محطة السي آي أيه في بيروت .

مماسّات قصر الرئاسة أعلى قاسيون  .

وقبل هذا كله ، بزمن طويل ، كان أحكمَ سيطرتَه على ما بقي من " الحزب الشيوعيّ العراقيّ " ، مالاً ورجالاً ، ونساءً أيضاً .

كما وضعَ مَن ائتمنهم ، رُقَباءَ ، على الدروب الضيّقة للعودة إلى  شماليّ العراق ، تسلُّلاً .

*

جهاتٌ عدّةٌ كانت تريد إطاحة جمهورية اليمن الديمقراطية :

غورباتشوف الذي شرع في تصفية النُّظُم الإشتراكية ، مبتدئاً بالأطراف : أثيوبيا   ...

مشيَخات الخليج .

عُمان ،  إذْ لم ينسَ حُكّامُها التأييد الذي نالتْه ثورة ظُفار من عدن .

دمشق ، التي أصابَها الذُّعرُ من التقارب بين بغداد وعدن ، هذا التقارب الذي أثمرَ مساعداتٍ عراقيّةً .

صنعاء ، الطامحة إلى ابتلاع الجنوب .

*

في أوائل كانون ثاني 1986 ، جاء فخري زنكَنه إلى عدن قادماً من دمشق .

زارني في مسكني بالمدرسة الحزبيّة .

قال إنه جاء يفتتح ملهى مقابل فندق نوفوتيل .

*

فجر الثاني عشر من كانون ثاني 1986 ، أي قبل الكارثة بيومٍ واحدٍ ، غادرَ عدن ، عائداً إلى دمشق .

*

صباح الثالث عشر ( رقم مشؤوم ) ، كنت أتأمّلُ ، وأنا عند منزلي بالمدرسة  الحزبية ،   "جبل حديد " القريب ، يتفجّر مثل بُركان .

في أنفاق الجبل كانت ذخائر الجمهورية وأسلحتُها .

وقفَ إلى جانبي ، أستاذٌ روسيٌّ ، كان جاري  .

الحقُّ أنه كان برتبة عقيد في الجيش الأحمر وإنْ كان يدرِّسُ الفلسفة في "  مدرسة عبد الله باذيب للإشتراكية العلميّة " .

قال لي : لا تخفْ ّ! انتهى الأمر  ... هاهي ذي الدبّابات !

التَفَتُّ لأشاهد رتل الدبّاباتِ الروسيّة ، يتقدّم إلى العاصمة ، على ساحل " أبْيَنْ " .

*

كان الوضعُ خطِراً .

مذبحة الطيّارين .

الجثث في الشوارع تقتاتُها غربانُ عدَن الشهيرة .

انقطاع الماء والكهرباء .

مرتزقة الشمال بملابسهم غير النظاميّة ، يحرقون البيوت العدنيّة ، بيتاً بيتاً .

حاولتُ أن أحفرَ في الساحةِ الرمليّة ، علّني أستنبطُ قطراتِ ماءٍ .

لا فائدة .

*

نُقِلْنا ، نحن " الأجانب " إلى منطقة سمَّوها " المربّع " ، تحت حماية الأمم المتحدة .

بعد أيّامٍ رستْ سفنٌ روسيّةٌ لتنقلَنا .

السفينةُ الروسيّة نقلتْنا ، نحن الشيوعيّين العراقييّن  ، إلى اللاذقية ، مرفأ سوريّا العريق .

هناك استُقْبِلْنا بحفاوة وتسهيلاتٍ لم تكن معهودةً .

أنا ، شخصيّاً ، كنت بلا أي وثيقة أو وُرَيقة تُثْبِتُ هويّتي ، فقد فقدتُ في البحر كل أوراقي .

( بعد سنين ساعدني عبد الحسين الرفيعي في استعادة جواز سفري العراقيّ ، وأنا في بلغراد ) .

*

علي ناصر محمد جاء إلى سوريّا .

زوّجوه امرأةً من آل الأسد .

ومنحوه قصراً باللاذقية .

وفتحوا له "  مركز أبحاث اليمن " بدمشق .

*

رأيته مرةً ، أو اثنتَين ، رفقةَ فخري كريم زنكَنه .

 

لندن 15.01.2018

اخر تحديث الأحد, 03 يناير/كانون ثان 2021 12:32
 
saadi.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث