الخميس, 18 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 128 زائر على الخط
العودة إلى جورج أورويل طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

أنا أعتبرُ جورج أورويل ( 1903- 1950 ) صديقاً ، أعودُ إليه بين وقت وآخر ، قارئاً أو مترجِماً ، أو متلذذاً بسيرةٍ ليست كباقي السِيَر .

لقد مرّتْ سنواتٌ عشرٌ على ترجمتي كتابه

Down and Out in Paris and London

تحت عنوان :

متشرداً في باريس ولندن

وأنا الآن أخططُ لنقل كتابه :

Homage to Catalonia

إلى لغتي العربية

*

من المؤسف القولُ إن أورويل ، قبلي ، دخلَ إلى اللغة العربية ، باعتباره من كُتّاب الحرب الباردة ، عبرَ كتابَيه ،

"مزرعة الحيوان " ، و " 1984  " ، لكن الرجل لم يكن هكذا . لقد استُخدِمَ ، ببراعةٍ ، وقد أسهمَ مَن نقلَه إلى العربية في هذا الاستخدام مدفوعِ الأجر.

اخترتُ  " كاتالونيا ، يا لَلذكرى "   لأسبابٍ ، أوّلُها  أن كاتالونيا اليومَ حاضرةٌ  في الواجهة السياسية شأنَها على مَرّ التاريخ الحديث لشِبْه القارة الإيبرية ،  وثانيها  لأن العمل يقدّمُ أورويل مناضلاً بالسلاح من أجل اليسار ، حتى لقد جُرِحَ جرحاً بليغاً ، كاد يُفقِدُه حياته ،  على الجبهة ، ضد انقلابيي فرانكو والفاشية الأوربية الصاعدة في ألمانيا وإيطاليا . وثمّتَ سببٌ ثالثٌ ، فلقد ألِفْتُ السفرَ إلى برشلونة  ، حاضرة كاتالونيا ، " خُلِقتُ ألوفاً "  هكذا قال سيّدي المتنبي ، كتالونيا حيث بيكاسو وخوان ميرو  ، و "ساحة جورج أورويل "  ،  وراياتُ كولمبوس التي أتتنا بالعالَم الجديد ، كما أن رحلة عودتي إلى بغداد أوائلَ السبعينيات ، بدأت  في سفينةٍ  أبحرتْ من  برشلونة .

*

هذه صفحةٌ من الفصل الأوّل :

في ثُكنات لينين ، ببرشلونة ، قبل أن ألتحق بالميليشيا ، رأيتُ إيطاليّاً من الميليشيا ، يقفُ أمام  طاولة الضابط .

كان يبدو  شابّاً شديداً   ،  في الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين ، كان ذا شَعرٍ  أحمرَ مُصفَرّاً ،  وكتِفَين قويّتين.

كانت قلنسوتُه الجِلدُ تحجبُ ، تماماً ،  إحدى عينيه . كان يقفُ وقفةً جانبيّةً إزائي ، حِنْكُهُ على صدره ،  وهو ينظرُ مندهشاً إلى خريطةٍ وضعَها أحد الضبّاط على الطاولة . شيءٌ ما في وجهه أثارَني عميقاً . إنه وجهُ امريءٍ مستعدٍ للقتل أو تقديمِ حياته لصديقٍ -  وجهٌ تتوقّعُه من فوضويّ ، لكنّ الشابّ كان شيوعيّاً . في وجهه جلالٌ وشِدّةٌ ، وكذلك ورَعٌ عاطفيٌّ  ممّا يحمله الأمّيّون إزاء مَن هم أعلى منهم منزلةً . واضحٌ أنه لا يعرف كيف يقرأ الخريطة . واضحٌ أيضاً أنه كان  يعتبرُ قراءةَ الخريطة  عملاً متثاقفاً  غبيّاً . لا أدري لأيّ سببٍ ، شعرتُ بودٍّ إزاء الشابّ ، كما لم يحدُثْ لي من قبلُ  ، مع أحدٍ . وبينما كانوا يتحدّثون حول الطاولة ،  أعادتْني ملحوظةٌ إلى أنني كنتُ أجنبيّاً .

رفع الإيطاليُّ رأسه ، وسألني  مسرعاً :

إيطاليٌّ ؟

أجبتُه بإسبانيّتي الرديئة :

No , Ingles .Y tu ?

لا . إنجليزيّ ، وأنتَ ؟

Italiano

إيطالي.

اخر تحديث الثلاثاء, 10 نونبر/تشرين ثان 2020 08:22
 
loin.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث