سعدي يوسف
متحصِّناً خلفَ الزجاجٍ ، أراقِبُ الـمَـمْـشى يغيبُ
الساحــةَ الـقَوراءَ تُقفِرُ
والصنوبرةَ التي كنتُ ازدرَعْتُ تصيرُ بيضاءَ ...
العناكبُ لم تَعُد ، لكنّ ما تركتْهُ من وَشَـعٍ بَدا مثلَ الزجاجِ مُـعَـنْـقَداً
ماســاً خفيـفــاً قد يُزَيِّنُ جِيدَها ( تلكَ الأميرةَ ) .
ليس من صوتٍ
كأنّ الريحَ تحمِلُ كلَّ هذا الثلجِ متعَــبــةً .
كأنّ الأرضَ تنتظرُ النهايــةَ ، مَدفَــنـاًَ تحتَ البياضِ .
كأنني وحدي أتابِعُ مشهدَ اليومِ الأخيرِ ...
..................
..................
..................
أليسَ من أمَلٍ لنا ؟
فقراءُ هذي الأرضِ ، نحنُ ...
ستنتهي الدنيا ، ولم نفرَحْ بها يوماً
ولم تَفرَحْ بنا !
فَـلْـيأتِ هذا الثلج
كلُّ الثلجِ ...
لندن 18.12.2010
|