قد نذكرُ أنّ السلطانَ ابراهيمَ الـممـلوكيَّ بنى مسجدَهُ الجامعَ ذا القببِ الخمسِ ، هنا … ليس البحرُ بعيداً ليس البحرُ قريباً لكنّ الأسماكَ الحُــمْــرَ ، الحُـرّةَ ، قد طُـمِـغَـتْ باسمِ السلطانِ السلطانِ ابراهيمَ ؛ كذلك أهلُ الساحلِ والنسوةُ تحت غطاءِ الرأسِ التركيّ وأسواقُ البلدةِ والمـحتسبُ … الليلُ على هذا الشاطيءِ من أحجار المتوسِّــطِ يهبطُ مثلَ مُـلاءاتٍ ليس لها لونٌ أو رفرفــةٌ . قد يصلُ الصيّــادونَ الآنَ إلى الـمرفأِ بينَ شِــباكٍ وقناديلَ وألواحٍ كانت تَــخْــضَــلُّ ؛ وقد تنبعثُ الـجَــرّةُ كاللوتسِ من قاعِ البحرِ الرومانيّ … السلطانُ الـممـلوكيُّ ( أنا في الـمقهى أكتبُ . لا أدري كيفَ أُقيمُ اللحظةَ حاجزَ صوتٍ ! كنتُ تعلّـمتُ كتابةَ أشعارٍ في مقهىً باريســيٍّ ) وأُتابِــعُ : إنّ السلطانَ الـمملوكيَّ تَـعَـمّـدَ أن يجعلَ حاجزَهُ بين الجامعِ والرومانِ ، رمالاً … ( شــرَعَ المقهى يكتظُّ ، وأقربُ طاولةٍ تتأجّــجُ بالضحكاتِ ، ونارِ الأرجيـــلةِ ) إن العشبَ قويٌّ العشبُ قويٌّ والعشبُ يُـغَـلْــغِــلُ في الحَــجَـــرِ الدمَ أخضــرَ والــماءَ وما يجعلُ ما يَـفْــصِــلُ ، يَـتَّــصِــلُ … ( اشتقتُ إلى بيتي بالضاحيةِ البيضاءِ تماماً ، أعني بيتي في لندنَ واشتقتُ إلى رُكني في بارِ الـبَــحّــارةِ ؛ ) طبعاً ، ســأُخَــفَّـفُ وَطْءً في البرزخِ بين الجامعِ والصَّــرْحِ الرومانيّ … وسوف أُتَــمْــتِــمُ في السِّــرِّ صلاةً غامضةً … …..…………….. ………………… ………………… أَشــياخي في الخلوةِ ؛ هذا الليلُ طويلٌ ، مكتـنِــزُ الأســرار ومنتــظِــرٌ آياتِ الســـامرِ والـبَــحّــار … دمشق 31/3/2005 ــــــــــ * جَـبْـلة : مرفأٌ فينيقيّ على الساحل السوريّ بين طرطوس واللاذقية .
|