The Weeping Willow
سعدي يوسف
" القصيدة مهداةٌ إلى الراحل شامل حسن النهر"
هي صفصافةٌ باكِيةْ
تسكنُ البيتَ ، ذاكَ الذي يتمدّدُ ، عندَ القناةِ الطويلةِ
حيثُ المنازلُ عائمةٌ في الـمَراكبِ
حيثُ الـمَراكبُ ناعمةٌ بالـمَنازلِ
والسمَكُ المتطامنُ يرعى الطحالبَ في القاعِ
خوفَ الطيور ...
*
هي صفصافةٌ باكيةْ
كنتُ أمضي إليها ، وأسألُ عنها
وألمحُها بين حينٍ وآخرَ ، مقلوبةً تتمرأى ، وقد غمستْ رأسَها
في مَخاضةِ تلكَ القناةِ ...
الغصونُ بها لؤلؤٌ
والعروقُ لها أُرجُوانْ .
*
هي صفصافةٌ باكيةْ
كنتُ حين أسافرُ ، أسألُ في السِّرِّ عنها ،
وأُقْسِمُ في غيبتي :
لأَزورَنّها ...
قبلَ أن أدخلَ المسْكَنَ !
البيتُ ، صفصافةٌ باكيةْ ...
*
قبلَ عامَينِ ، إذْ عُدتُ من زورَتي كَنَدا
أتلَهّفُ ...
ألقَيتُ محتَقَبي خلفَ بابي ،
وأسرعتُ نحو القناةِ
لألقى الحبيبةَ ، صفصافتي الباكيةْ ،
وهي في البيتِ ، ذاك الذي يتمدّدُ ، عندَ القناةِ الطويلةِ :
لم ألقَ صفصافتي ...
سُوِّيَتْ
قُطِعَتْ
غُيِّبَتْ
...............
..............
..............
هكذا صارَ كونيَ : صفصافةً باكيةْ !
أهوَ الكونُ صفصافةٌ باكيةْ ؟
لندن 09.02.2018
|