سعدي يوسف
قال لي أمجد ناصر ، ونحن في مطار الجزائر العاصمة ، بعد أن سألتُه عن وجهتِنا :
سيأخذوننا إلى أحد فنادق المافيا !
كان الوقت ليلاً .
وكان الجزائريّون ، بخبرتهم الثوريّة ، حريصين على الجانب الأمنيّ .
ونحن ، أعني أمجد وأنا ، وصلْنا من متاهتَينا الأوربيّتين ، لنشهد ميلاد الدولة الفلسطينيّة .
على أيّ حال ...
*
كان المشهدُ مقدّساً .
ياسر عرفات ( أبو عمّار ) يعلن ميلاد دولة فلسطين .
الإعلان صاغه محمود درويش كما ينبغي أن يصاغَ الحُلمُ .
كنت أضعُ يدي على قلبي خشيةَ أن يقع أبو عمّارٍ في مطَبٍّ لُغَويّ .
الحقُّ أنه لم يلْحَنْ سوى مرةٍ واحدة !
*
كنت أقفُ في الشرفة .
لا يمكنُ للمرء أن يشهد إعلانَ دولة فلسطين ، جالساً .
كنت إلى جانب إدوارد سعيد .
سألتُه في ما بعدُ : هل ذهبتَ إلى بغداد ؟
أجابني : لم أذهبْ . ولن أذهب .
*
بعد أن انفضّ السامرُ ...
أُخِذْنا إلى فندق آخر ، تعصفُ به الريح .
هناك قال لي سليم بركات : أتعرف يا سعدي ... أظنُّنا سنظل هنا إلى الأبد !
*
لكننا عُدْنا .
عدْنا إلى منافينا .
أمّا الفلسطينيّون ، فلم يعودوا ، حتى الآن .
لندن 15.11.2017
|