الخميس, 18 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 163 زائر على الخط
أطوباوِيٌّ أنتَ ؟ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

في ما ألِفْناهُ من عربيّةٍ  ، يُمْكِنُ أن نضع مرادفاً أو إثنَين ، لهذا السؤال :

أخياليٌّ أنتَ ؟

أمُخْــتَلٌّ أنتَ ؟

ذلك لأن كلمة طوباوِيّ ، وهي نسَبٌ إلى " طوبَى "  ، تعني في سايكولوجيّة الإنزياح ، شخصاً ذا أوهامٍ .

لكنْ ، سرعانَ ما يختلف الأمرُ جدّاً ، حين نعود إلى الأصل الحضاريّ ، والرِّسِّ اللغوي للكلمة :

يوتوبيا   Utopia

الكلمة مركّبةٌ في الأصل الإغريقي من :ou أي " لا " ، ومن topos أي : مكان .

هكذا تعني الكلمة في الأصل : لا مكان .

لكن هناك ميلاً آخر إلى معنى " المكان الطيّب " eu-topos

*

هذا الإستطرادُ مَرَدُّهُ أنني كنت موَلّهاً في الأيّام العشرة الماضية بقراءة النصّ  ذي الإنجليزيّة المعاصِرةِ ، لكتاب توماس مور " يوتوبيا " ، المكتوب أساساً باللغة اللاتينية ،  والذي كانت طبعتُه الأولى في العام1518 بمدينة بازِل السويسريّة .

*

ولِدَ توماس مور في العام 1478

وأُعدِمَ بقطع الرأس في العام 1535

*

عاصرَ توماس مور اثنين من ملوك إنجلترا  : هنري السابع ، وهنري الثامن .

وتولّى مناصبَ رفيعةً بينها رئيس البرلمان ، ووزير الخزانة .

لكنه كان على خلاف مع هنري الثامن ، حول زواج الملك من آن بولين ( التي قطَعَ الملكُ رأسَها ) ، وطبيعة

علاقة الملك مع روما . كما رفضَ أن يُقْسِمَ يمينَ الولاء لهنري الثامن . هكذا سُجِن في برج لندن الشهير  ، ثم أُعدِمَ بقطع رأسه ، في السابع من تموز ( يوليو )  1535.

في العام 1935 ( أي بعد أربعمائة سنة من إعدامه ) طوّبَه البابا بيوس الحادي عشر ، قدِّيساً .

*

قد قلتُ إني أمضَيتُ عشرة أيّامٍ من حياتي ، أقرأُ  " يوتوبيا "  توماس مور .

هل لي أن أقولَ إن تلك الأيامَ العشرةَ كانت من أجدى أيّام حياتي ؟

الحقُّ أنني أغبِطُ نفسي .

*

يرى كاوتسكي النمساوي ّ ، سكرتير فريدريك إنجلز ، ومَن جمعَ وأعَدَّ المجلّدَ الأخير من " رأسمال " ماركس ، بعد رحيل ماركس ، أقولُ : يرى كاوتسكي أن  " يوتوبيا " توماس مور كانت المبشِّر بالإشتراكية ، بل بالشيوعيّة !

*

" اليوتوبيا " في أسلوبها ، اختارت فنَّ القصص ، فالمؤلف يلتقي مصادَفةً ، السيدَ هيثلودَي الذي كان مع القبطان أمريكو فيسبوشي  ، وهو مَن بلغَ القارة الجديدة ، بتكليفٍ من ملك البرتغال . يحكي السيد هيثلودَي عن بلادٍ ربما كانت " البيرو " الحاليّة ، وعن أحوال الناس فيها وأطوارِهم . المجتمعُ المساواتيُّ القائم في تلك البلاد يقتربُ في تفاصيله من أحلام مَن يهوَونَ المساواتيّةَ سبيلاً : لا نقود ، لا أغنياء ، السكنُ للجماعة ، والمأكلُ للجميع في موائدَ للجميع !

*

نَصٌّ من اليوتوبيا

الأكبرُ سنّاً في أيّ منزل ، كما أسلفتُ ، هو مَن يُسَيِّرُ الأمورَ . الزوجةُ لزوجِها ، والطفلُ لأبَوَيه . والصغيرُ يخضعُ للكبير عموماً . كل مدينةٍ  مقسَّمةٌ إلى أربعة أقسام متساوية . ووسط كلِ قسمٍ سوقٌ لكل صنوف البضاعة . منتَجاتُ البيوتِ يؤتى بها إلى هنا لتُخزَنَ في مستودَعاتٍ ، مقسّمةٍ حسب نوع المنتوج . إلى هنا يأتي مُدَبِّرُ المنزلِ ليأخذَ ما تحتاجه الأسرةُ ، ويمضي به إلى المنزل ، بدون أن يدفعَ شيئاً أو عوَضاً . لِمَ يُحْرَمُ ممّا يريدُ ؟ ثمّتَ وفرةٌ في كل شيء ، وليس هناك خوفٌ من أن يأخذَ المرءُ أكثرَ من حاجته .

 

تورنتو 24.06.2017

 
saaidiy.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث