الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 228 زائر على الخط
دعاة ولايةِ الفقيهِ ... طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

قبل أعوامٍ ، آنَ كنتُ أزور الصينَ ، بدعوةٍ من صديقٍ صينيّ كريمٍ ، هو إدوارد نِي ، التقَيتُ في شانغهاي بمثقفٍ يابانيّ يزورُ الصينَ .

ورغبةً مني في أن أفتحَ البابَ أوسعَ في الحديث مع الرجل ( اليابانيّ متحفِّظٌ طبعاً ) ، صرتُ أتحدث عن إعجابي بالرواية هناك وبالهايكو ... إلخ .

ومضَيتُ أبعدَ قليلاً ، فأخبرتُه أنني نقلتُ إلى لغتي العربيةِ ، روايةً يابانيّةً .

سألني الرجل : أيُّ روايةٍ ؟

أجبتُ : " الصرخة الصامتة " لكنزبورو أوي ، الحائز على جائزة نوبل .

تغيّرتْ ملامحُ اليابانيّ .

ثم قال : كان خيراً لو لم تترجِم لكنزبورو أوي ...

استفسرتُ عن السبب .

قال : ألا تعرف أنه لم يوقِّعْ على بيانٍ يطالبُ بجلاء الإميركيّين عن قاعدتهم في أوكيناوا ؟

قلتُ : أتظنُّ هذا الموقفَ ذا علاقةٍ بمنحه جائزة نوبل ؟

*

في الأول من فبراير ( شباط ) 1979 ، هبطت في مطار طهران ، طائرةُ بوينغ ، ونزل منها مسافرٌ عجيبٌ اسمه الخُمَيني .

كانت إدارة الرئيس كارتر على عِلْمٍ تامٍّ بالأمر منذ أعوامٍ . كما أن الإدارة الأميركية كانت نصحتْ قيادة الجيش الإيراني بألاّ تدبِّرَ انقلاباً عسكريّاً ، ونصحتْ شاه إيران بمغادرة البلاد .

لقد أقنعَ الخُمَيني ، الماكرُ ، الأميركيّين  ، قبل سنين ، بأنه  خيرُ مَن يقف ضد الشيوعيّة والروس .

هكذا أقامت الإدارةُ الأميركيةُ نظامَ ولاية الفقيه في بلاد فارس .

*

قبل ثلاث عشرة سنةً ، غزا الأميركيون ، العراقَ ، واحتلّوا بغداد .

وقبل ثلاث عشرة سنةً أيضاً ، أقامت الإدارةُ الأميركيةُ ، مع حزب الدعوة ، نظامَ ولايةِ الفقيه ، في بلاد ما بين النهرَين .

*

المبدعون الإيرانيّون ، من يساريّين وليبراليّين ، كانوا ضدّ نظام الخمَيني ، فتعرّضوا للبطشِ ، وغادروا البلاد .

*

لكنّ للمثقّفين العراقييّن ، شأناً آخرَ .

إذا استثنَينا البعثيّين منهم ، وحفنةً من اليساريّين ، وجدنا أن الجسمَ الثقافيّ العراقيّ تصالَحَ  وتَكيَّفَ مع نظام ولاية الفقيه ، بالرغم من سوءاتِ هذا النظام .

من هنا جاء تعبير " شعراء ولاية الفقيه " .

*

ألَمٌ ما مثله ألَمٌ ، أن يشهدَ المرءُ كيفَ أخرسَ الشعراءُ أصواتَهم بأيديهم ، وكيف أغمضَ الفنّانونَ عيونَهم  ، بأيديهم ، حتى اليوم ، عن أبشع مجزرةٍ تعرّضَ لها شعبٌ في هذا القَرن .

ضحايا الإحتلال ، ونظام ولاية الفقيه ، هم ثلاثة أضعاف ضحايا هيروشيما .

وما زال هذا الشعبُ ينزفُ دماً غزيراً ، كأنّ لعنةً أبديّةً سُلِّطَتْ عليه.

هذه اللعنة هي نظام ولاية الفقيه الذي فرضَه المحتلّون بقوّة السيف .

أليس ثمّتَ ، مَن يقول : لا ! ولو همساً ؟

إن كان من يعيشون داخل السجن يخشَونَ العقابَ ، وأخفُّه القتل ، فما بالُ مَن يعيشون خارج السجن ، في أوربا أو الأميركيتَين أو في متاهات بلاد الله الواسعة ؟

لماذا يُصِرّونَ  ( أعني مَن ينْظِمونَ الكلِمَ ) على أنهم شعراءُ ، وكأنّ شيئاً لم يكُنْ ؟

هم الآن مطرودون ، خارج المائدةِ المقدّسةِ .

إنهم شعراءُ ولايةِ الفقيه !

 

لندن 18.06.2016

 
Saadi-sketch.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث