الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 258 زائر على الخط
الرِّحلةُ الأولى إلى الجزائر طباعة البريد الإلكترونى

 سعدي يوسف
ما كنتُ لأستعيدَ ذكرى رحلتي إلى الجزائر في العام 1964 ، لولا  سيِّدةٌ أميركيةٌ من أصل إيرلنديّ ، اسمُها آن- ماري .
هذه السيدة تدرِّسُ الأدب العربي الحديث ، في جامعة جورج واشنطِن ، بسانت لويس ، غير بعيدٍ عن شيكاغو .
قبل أشهر اتّصلتْ بي آن-ماري ، من الولايات المتحدة ، كي ترتِّبَ موعداً للقائي في منزلي بلندن .

قالت لي آنذاك إنها مهتمّةٌ بتجربتي المهنيّة في الجزائر التي وصلتُها بعد الاستقلال بعامَين ، أي في العام 1964 .
استفسرتُ من صديقي سنان أنطون الأستاذ بجامعة نيويورك ، عن السيدة ، فأعلَمَني عنها بما يسِرُّ . قال إنها تجيدُ العربية ، وتتابع كتاباتي منذ أعوام  ، وإنها مثابرةٌ ذاتُ دأبٍ وصبرٍ.
قبل أيامٍ زارتني آن- ماري .
السيدةُ صدقَتْ وعدَها .
سألتُها بأي لغةٍ تفضِّلُ أن يكون حديثُنا ...
قالت : كما تشاء . لكني أفضِّلُ العربيةَ !
*
استمرّ الحوارُ بيننا حوالي ساعاتٍ أربعٍ ، وكان يدور حول محورَين :
الحياة الثقافية والتربوية في الجزائر المستقلّة حديثاً .
أسلوبي في كتابة الشِعر .
*
بعد الحوار الطويل ، هبط المساء ، وكان عليها أن تغادرِ إلى بيت أهلِها في منطقة ريدنغ ، وهي ليست قريبةً من هيرفيلد حيث أقيم . أوصلتُها بالسيارة إلى محطة مترو أكْسِبْرِدج .
في الغد سوف تذهب إلى باريس .
*
في العام 1964 ، كنت مطلقَ السراحِ حديثاً ، من السجن .
ولأنني أعرفُ تماماً أن عيشي سيكون نكداً ، دبّرتُ جوازَ سفرٍ شبه مزوَّرٍ ، وغادرتُ برّاً إلى دمشق ، ثم إلى بيروت . هناك سكنتُ قريةً  يتجنّبُها الناس ، لأنّ فيها مستشفى شهيراً للمسلولين : مستشفى بْحَنِّسْ .
كلفةُ السكن والعيش في تلك القرية كانت زهيدةً ، مقارنةً ببيروت .
لكني كنت أذهب إلى بيروت لألقى من أودُّ لقاءه من أهل الأدب .
كان لي صديقٌ عراقيٌّ  سبقَني إلى العمل في الجزائر ، وكانت رفيقته فرنسيةَ الجنسية من أصل فييتنامي ،
تدرِّسُ اللغة الإنجليزية .
هذا الصديق نصحني بالمجيء إلى الجزائر ، والعمل في التعليم ، إذ كانت الحاجة ماسّة إلى الكادر التعليمي.
وهكذا كنت راكب سفينةٍ رستْ في الأسكندرية .
من الأسكندرية استقللتُ حافلةً إلى ليبيا ، فتونس .
من تونس بالقطار ، إلى الجزائر العاصمة ، مروراً بقسنطينة .
في محطة قطار الجزائر العاصمة كان صديقي ( ناظم ) يستقبلني مع رفيقته الفيتنامية .
*
بعد أيام ، اتصلت بالحزب الشيوعي الجزائري . كان في  صحيفة " الجزائر الجمهورية "
Alger Republicain
وهي صحيفة الحزب ، الرفيقان عبد الحميد بن زين ، وبو علام خلفه .
هنري أليغ كان في فرنسا .
*
قيل لي في الصحيفة إنهم سيوصون رفيقاً لهم في وزارة التعليم الجزائرية ، لتيسير أمري .
ذهبتُ إلى الرجل ، وأتذكّر أن اسمه حِمراس . قال لي ضاحكاً :
سأرسلكَ إلى بلديّةٍ شيوعيّةٍ .
إلى سِيدي بلعباس ، في الغرب  الوهرانيّ .
*
وإلى سِيدي بلعباس  بالقطار !
هناك ، في تلك المدينة البهيّةِ ، في السهل الوهرانيّ الخصيب ، ذي الفواكه والأعناب ،
أمضيتُ سنين سبعاً .
*
قد أتحدّثُ إلى آن - ماري بكل شيء عن الثقافة والتعليم آنذاك .
لكن ما خفِيَ كان أعظمِ :
قصيدتي دخلت ، هناك ، مدخلاً ما .
لقد اختلفتْ عمّا كنت أكتبه في العراق !

29.11.2015 لندن

 
Saadi-DenHaag.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث