البارعُ في الفنّ بإطلاقٍ ... |
|
|
سعدي يوسف جاء الخبرُ ، ومع الرحيلِ ، جاءَ خليل شوقي كاملاً ، مكتملاً . جاءَ ببراعته التي ليس كمثلِها براعةٌ .دُرْبةُ خليل شوقي الذاتيّة ، في الفن ، جعلتْه ، البارعَ بإطلاقٍ ، فنّاً ، وعيشاً ، وحياةً . مرّةً ، في بيت صديقٍ كريمٍ بعَمّان ، كنّا في حفلِ رقصٍ معتبَرٍ .
رقصَ خليل شوقي ، تلك الرقصاتِ الصعبةَ التي نراها في السينما فقط . كان يدور بالسيّدةِ ، بارعاً ، محترِفَ رقصٍ . وفي الحديثِ ، لا متعةَ تضاهي متعةَ المرءِ وهو ينصتُ إلى الرجلِ مسترسِلاً ... كنت أحرصُ على زيارة الرجل حين أكون في العاصمةِ الهولنديّةِ . الأمرُ ليس هنا . * في العام 2000 ، أو 2001 . وفي العاصمة الإمبراطورية القديمةِ ، لندن ، أُتِيحَ لي أن أكون أقربَ إلى الرجل في عمله : عوني كرّومي - يُخْرِجُ " السيّد والعبد " . منذر حلمي – يؤدي دور العبد . خليل شوقي يؤدي دورَ السيّد . * تابعتُ التدريبَ على العمل . عليّ القول إنني لم أشهدْ في حياتي مثلَ تلك الدقّةِ ( المحسوبةَ بالسنتيمتر ) في الأداءِ والحركةِ على خشبة المسرح . * ومثل ما قال إكسوبري : أنت لا تستطيعُ أن تلقى صديقاً قديماً ، متى أردتَ ... أقولُ : نحن لا نستطيعُ أن نلقى فنّاناً كاملَ البراعةِ ، متى أردْنا . * عزائي إلى أسرته . إلى مَيّ. إلى روناك . إلى فارس . عزائي إلى شعب العراق ، وهو يفقدُ معنىً من معانيه . تورنتو ( كندا ) 10.04.2015
|