سـعدي يوسـف قبل أيام ، أي في أوائل آب هذا ، قال متحدثٌ باسم سلطة الإقطاعيّين الأكراد في شمال العراق ، إن الإقطاعيّين الأكراد " مستعدون عسكرياً لدعم الحكومة المركزية ، في جهودها الأمنية " . والتأويل العمليّ لهذا ( الكرَم ) هو المشاركة في قتل العراقيّين العرب ، معارِضي سلطة الاحتلال المعمّمة .
معروفٌ أن " البيشمركة " التي يتباهى مسعود البارزاني بأنه عنصرٌ من عناصرِها ، تجحفلت مع الوحدات الأميركية ومرتزقة علاّوي في قتل أهالي الفلّوجة العرب ، بل لقد أبدى الأميركيون إعجابهم بالبلاء ( الحسن ) للبيشمركة في الفلّوجة . ومعروفةٌ أيضاً مشاركة البيشمركة في أعمال تقتيل العرب ببغداد والبصرة ، تنفيذاً لأوامر الاحتلال وعملائه في بغداد . الحديث الأخير للمتحدث باسم سلطة الإقطاعيّين الأكراد ينذرُ بالشؤم . في 19.12.2003 كتبتُ الآتي : "كنتُ أشرتُ في مادة سابقة إلى ما أسميتُه مفاتيح الحرب الأهلية ، المتمثلة في تجحفُلِ مسلّحي الأحزاب مع قوات الاحتلال ، وقيام هؤلاء المسلحين بعمليات اقتحام و دهمٍ واعتقالٍ ، تنفيذاً لأوامر المحتلين الذين أخضعوا ميليشيات الأحزاب المعيّنة إلى قيادتهم العسكرية " . وفي 28.12.2006 كتبتُ الآتي : " لستُ أدري إن كان الساسةُ الأكراد لم يقدِّروا ، بعدُ ، أو أنهم لم يقدِّروا ، بإطلاقٍ ، خطورةَ ما يرادُ بهم . صحيحٌ أن أي حركة قومية ، تحمل معها ، بالضرورة ، بذوراً شوفينيّةً . رأينا هذا الأمر مع الحركة القومية العربية ، وكيف اندفعتْ في مقاتلة الأكراد . لكننا رأينا أيضاً ، كيف وقف العربُ ، موقفاً آخر : أنا ، مثلاً ، سُجِنتُ ، لأنني ، بصفتي شيوعيّاً عربيّاً ، طالبتُ بإيقاف الحرب ضد الأكراد . الموقف المنتظَر هو رفضُ تجحفُلِ البيشمركة مع قوات الاحتلال ، وتحويلِها من وحدات عسكرية وطنية كردية إلى مرتزقة تحت إمرة الأميركيين المحتلين . أمّا زجُّهم في حرب طويلة الأمد ، عجزَ عنها الأميركيون ، فهو خطرٌ ينبغي تلافيه منذ الآن " . * قد يرى قومٌ أنني أُخَوِّضُ في مياهٍ عكِرة . لا بأس . لكنْ أليس عليّ أن أقول الحقّ ؟ أن أقرعَ ناقوسَ الخطَـــر ... لندن 06.08.2013
|
اخر تحديث الثلاثاء, 06 غشت/آب 2013 21:20 |