سـعدي يوسـف (1) يجيءُ الغيمُ ، أسودَ ، أطلسيّاً ، وتلك الريحُ تدفعُهُ ، وئيداً ، مع الشمسِ التي اختفت . البيوتُ التي هي ههنا أمستْ ظلالاً ، لها شَبَهٌ بما كانَ البيوتَ .كأنَّ غرقى سفائنَ يُجهِشونَ . يكادُ جِلْدي يئِنُّ مع المجاذيفِ التي في القاعِ .هل بحّارةٌ دخلوا إلى الحانِ العتيقِ ؟ هل النساءُ اللواتي ينتظرْنَ مجَلْبباتٌ بالسوادِ ؟ الغيمُ يهبِطُ .سوف تلمُسُ ما ترَفّلَ منهُ أشجارُ الحديقةِ . سوف تبكي.
(2) إذاً ... جاءَ الخميسُ ! سألبسُ الجِينْزَ الذي يبدو لِـعَيني أصفرَ . الأشجارُ في الـمَـرْجِ المحيطِ توشوِشُ . الـحِـدَأُ اقترَبْنَ من التلالِ . وثَمَّ ، خلف السورِ ، أبصرتُ الغزالةَ تقضِمُ الورقَ الطريَّ . سيهبطُ السنجابُ من أعلى الصنوبرةِ . الخميسُ الموعدُ ! الأيّامُ شاحبةٌ ، ولكنْ سوفَ تُـبْـلِغُني الخميسَ ... صديقتي ستقولُ لي : كيفَ انتقَيتَ الجينْزَ أصفرَ ؟ سوف نضحكُ ، ثم نسترخي على ضَوعِ النبيذ. (3) أنا لا أُصَلِّي ... غير أنّ الجمْعةَ اختلجَتْ .إذاً ، سأكونُ في مَكْناسَ . مقتبِلاً بها بوّابةَ المنصورِ ، مبتهِلاً ... عســى مولاي إسماعيل يسمعُني . أقولٌ : يا مولاي ، هل تدري بما صنَعَ الهديمُ بنا ؟ بما صنعَ الهديمُ بكَ؟ الكتيبةُ لم تَعُدْ سوداءَ . سوف تقودُ ، يا مولاي ، مجموعاتِ سوّاحٍ ، إلى بوّابةِ المنصورِ . تعرفُها ؟ لقد أعلَيتَها حقّاً ، ولكنّ الزمانَ النذلَ حَلَّ . وأنتَ ممتقِعٌ بدونِ كتيبةٍ سوداء ! لندن 31.05.2013
|
اخر تحديث الأحد, 02 يونيو/حزيران 2013 23:28 |