سعدي يوسف مع المشروع المستمرّ ، لتشكيل الشرق الأوسط ، أميركيّاَ ، بعد أن استكثرَ الأميركيون على أصحابهم في أوربا العتيقة ، صيغةَ سايكس بيكو ، صار واضحاَ حتى للأغبياء في السياسة ، أمثالي ، أن القادم سيكون أشدّ هولاَ ، وأن الأقنعة ستُرفَعُ ، في اللحظة الحرجةِ، لنرى مَن كنا رأيناه ، وما كنا رأيناه ، كما هو ، لكنْ تحت ضوءٍ أشدّ سطوعاَ ، أي أشدّ فضيحةَ . العراق ، هو ، منذ الآن ، ساحةٌ دمويّةٌ للحرب الدائمة التي بدأها الأميركيون ، ولا يريدون لها نهايةً . تقسيم البلد قائم .
قائم منذ مطلع التسعينيّات ، بعد حظر الطيَران . كردستان ( كانت تسمّى الجيب العميل ) قائمة، بل هي أكثر استقراراً من العراق العربيّ . ولكردستان دُعاتُها لكردستان عملاؤها لكردستان جواسيسها لكنّ لكردستان ، قبل كل شيء ، شعبها . والشعب هناك ، بحاجة إلى أبنائه المخلصين . والمفترَض أن نزّاح الطهاير ، فخري كريم ، مخلصٌ لشعبه الكردي. فخري كريم كان نزّاح طهاير الإنجليز في الحبّانيّة . كان نزّاح طهاير حافظ الأسد في سوريّا . كان نزّاح طهاير بشّار الأسد في سوريّا . نزّاح طهاير علي دوبا في سوريّا . ثمّ : نزّاح الطهاير العظمى للفطيسة جلال الطالباني. والآن نزّاح الطهاير الصغرى لهيرو خان ، أرملة الفطيسة ، صديقة ليفني الموساد ، الطامحة إلى رئاسة جمهورية الموز العراقية . لِمَ لا يذهب إلى كردستان ليتابع مهنته : نزّاح طهاير ؟ هناك مسعود ... أعتقدُ أن في بغداد ، الآلاف من نزّاحي الطهاير الذين تربّوا على فخري كريم . لم يَعُدْ أحدٌ بحاجةٍ إليه . فلْيترُك العراق العربيّ إلى جحيمه ، وليذهب ، هو ، إلى جنّته في الأعالي ، مع حمّالة الحطَب ، تلك التي في جيدها حبلٌ من ذهب !
|