الجمعة, 26 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 1052 زائر على الخط
أوراقُ التينِ اليابسةُ طباعة البريد الإلكترونى

الصيارفة المطلوبون من الشرطة الدولية ، هؤلاء الذين قال الجواهري عن واحدهم " وتَوَقَّ ذاكَ الصيرفيَّ الحاسبا " ، ومُـدّعو الدين الذين قال أبو العلاء عنهم إنهم " يُسَــبِّـحونَ وباتوا في الخَـنا سُـبُـحا " ، والقَـتَـلةُ البعثيون المستعدون للخيانة منذ نعومة أظفارهم ( هل كانت ناعمةً يوماً ما ؟ ) ... هؤلاء جميعاً قدّموا أوراقَ التين ، وإنْ كانت يابسةً ، كي يتستّــر بها الإحتلالُ الماثلُ . والفاجعُ في الأمر أن طِـماحهم الأدنى هو في ادّعاء أنهم ، هم ، مَن يُـضادّونَ النظامَ ، وبالتالي يكونون ، هم ، المؤهلين لإدارة البلد

، غداةَ ينتهي الإحتلالُ من عمليات " التهدئة " .حُـكمُ الأتباعِ هو طماحُـهمُ الأعلى.
لكن حُكمَ بلدٍ مثل العراق ليس بالأمر الهيِّـنِ ، أعني أنه لا يمتُّ بصلةٍ إلى إدارة مصرفٍ، أو إلقاءِ موعظةٍ ، أو بناء
غرفةِ تعذيبٍ ؛ لقد تعلّـمَ صدام حسين الأسماءَ كلَّـها ، القريبةَ من هذا ، ولم يُـفْـلِـحْ في أن يسوسَ البلد سياســةً ، وهاهوذا الضحيةُ الأولى للمنطقِ الخطأِ الذي كلّــفَ العراقَ استقلالَـه .
جاء صدام حسين إلى الحكم ، كما يحلو للصيارفة ومدّعي الدين والقتلة البعثيين  أن يجيئوا الآن : بالقطار الأميركي ذاته . لقد قفز العِـلْـجُ من جدار السفارة الأميركية ببغداد مع ثُـلّـةِ متآمريه ، واعتقل رئيسَ الجمهورية آنذاك
عبد الرحمن عارف ، مفتتحاً أشدَّ العهودِ حُلكةً في تاريخ العراق ، بإطلاقٍ . لكن تلك الأيام كانت أيامَ الحرب الباردة ، حين كان الأميركيون محتاجين إلى جلادٍ ينفذ أوامرهم ، ويحكم إنابةً .
الآن اختلفَ الأمرُ :
الأميركيون يحتلّــون البلدَ احتلالاً مباشراً ، وهكذا فهم بغير حاجةٍ إلى عميلٍ يحكم بالإنابةِ . سوف يقيمون إدارتهم ، ويفتحون فروعاً لمصارفهم ، وجامعاتهم ، وبعثاتهم التبشيرية ، مستخدمين وسطاءَ في هيأةِ أدلاّء ومترجمين
وقُــفاةِ أثرٍ ... سوف يطوِّرون الإدارةَ القائمةَ لتكون على صورةٍ ما من إدارتهم ، ويمضون بالأمر قُـدُماً معتمدين على سـلاحهم أولاً ، وعلى الله الموفِّـقِ ثانياً ، وعلى صبر العراقيين الفريدِ ثالثاً .
المحتلّ لا يتعامل مع العميل.
المحتلّ يأمرُ العميلَ ويستخدمه .
لكن على المحتل ، باعتباره سلطةً ، أن يتعامل مع من يحتلّــهم ، أي أن يتعامل مع الناس ، مباشرةً . هكذا تنتهي
موضوعة العميل وظيفياً  ؛ وفي هذا جانبٌ إيجابيّ ، فالعميلُ أشدُّ قسوةً على الناس من الأصيل ( وقد أثبتَ صدام حسين هذا  ) ، ثم أن على الأصيل أن يقدم حسابه – بعد أن يستتبَّ له الأمرُ – إلى هيئات بلده التمثيلية ، ولهذا لايُعتبَـرُ حكمُـه مطْـلقاً ، بينما يمضي الوهمُ بالعميل حتى أبخرة الألوهية .
سوف تكون المعادلةُ مُـحْـكَـمةً :
الناس من جانبٍ . و المحتلّ من جانبٍ .
أليس هذا بدءَ التحريرِ ؟
                                                                   لندن 25 / 3 / 2003

اخر تحديث الثلاثاء, 16 مارس/آذار 2010 11:40
 
three_revier.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث