سـعدي يوسف تعويض الطيورُ اختفتْ فلا حِـدَأٌ تهفو على القمّةِ البعيدةِ لا مِن يمامةٍ كانت الريحُ شماليّةً ، وثلجٌ قريبٌ في الشميمِ ... انتبهتُ
كانت ثلاثٌ ورقاتٌ مثل الهشيمِ يُحَلِّقْنَ ويَمْرُقْنَ ... السماءُ احتفَتْ : أهُنَّ الطيورُ ؟ لندن 27.12.2012 طائرةُ تدريبٍ تعبرُ النافذة طائرةُ التدريبِ العائدةُ الآنَ إلى مدرسةِ الطيَرانِ تَعَدّتْ نافذتي ، متضائلةً ، كالطيرِ ... سماءٌ بيضاءُ وأشجارٌ عاريةٌ وأنا ، المسكينَ ، أُقَفْقِفُ في الغرفةِ حتى كدتُ أرى ثلجاً يَـسّـاقَطُ حولي ؛ شُهُباً بِيضاً تَـسّاقَـطُ أوراقاً من كُتُبٍ تَسّاقَطُ أثوابَ نساءٍ كنتُ عشقْتُ ، قديماً ، تَسّاقَطُ أسناناً لَبَناً تَسّاقَطُ تاريخَ بلادٍ يَسّاقَطُ ... ................... ................... ................... ماذا فعلتْ طائرةُ التدريبِ العابرةُ ؟ الطيّارُ الـغِـرُّ سيدخلُ مدرسةً أُخرى وسيقذفُ كلَّ قنابلِهِ وهو سعيدٌ ... يَقتلُ فلاّحي نخلِ البصرة ! لندن 04.01.2013 اقـتِـســامٌ بين شقّةِ " هَـيْـرْفِيلْد " والبصرةِ ، البحرُ بينهما قارّتانِ وسبْعٌ طِباقٌ ... وبينهما كلُّ ما يَفصِلُ المرءَ عن أصلِهِ كلُّ ما يصِلُ المرءَ ؛ بل كلُّ ما يصِلُ المرأة المستحيلةَ بالمستحيلِ . أتدري كم استمتعتْ نحلةٌ وهي تشتارُ مني العسلْ ؟ لا تقُلْ : إن نخلةَ حمدانَ أجملُ ! هل تعرفُ السنديانَ ؟ إذاً خَـلِّـنا نتفاهمُ : خُذْ إلى بيتِكَ البصرةَ ، الأهلَ والنخلَ واترُكْ ليَ الشقّـةَ المستكنّةَ بين الصنوبرِ والسنديان ... لندن 11.01.2013
|