الجمعة, 26 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 562 زائر على الخط
حزبان شيوعيّان كردستانيّان في العراق ؟ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف
في أوائل التسعينيّات ، دخلتُ بهوىً سرّيَ ، كردستان .
عبرتُ بالزورق الأسطوريّ من سوريّا ، لأكون في زاخو ( من زاخو لحدّ الكويت) كما غنّى سعود الناصريّ ذات يوم مجيد.
من زاخو بلغتُ شقلاوة.
هناك مقرّ الحزب الشيوعيّ العراقيّ.
الجميع ارتدى البزّة العسكرية للبيشمركة : الشروال الكرديّ بالخاكي.
حميد مجيد موسى ، أراه ، للمرة الأولى ، وكان يرتدي الشروال.
لا مشكل في الأمر :

إن كنتَ في روما فافعلْ ما يفعله الرومانيّون.
في كردستان مررتُ على مقرّ"اتنا ( الشيوعيّة ) والتقيتُ مقاتلين ، وجنوداً عرباً التحقوا بالثورة المنتظرة.
وبلغتُ دهوك لأرى الطريق الدوليّ يصيحُ بي :
بغداد !
كان شيركو بيكه س  وزيراً للثقافة . زرته في مكتبه.
يبدو لي الآن ، أن لدى شيركو ، زوّارأً من نمط آخر.
*
رفاقٌ أعزّاء كانوا مع أطروحة حزب شيوعيّ كردستانيّ .
ومن جولتي السريعة أدركتُ أن الأمر ضروري ّ .
في كردستان شغفٌ قوميٌّ مقدّس.
 والقوميةُ رديفُ الفاشيّة إنْ لم تغتنِ بمحتوىً ديمقراطيّ . هذا المحتوى غائبٌ .
قلتُ في نفسي : من أجل أن تظل كلمة الشيوعية باقيةً في كردستان لابدّ من حزب شيوعيّ كردستانيّ.
ولأنني كنت أقدِّرُ أن العراق ذاهبٌ إلى التشظّي ( نحن في الحالة الآن ) ، فالخير أن نستبق الأمور.
*
زرت أبو سعود ( الرفيق عزيز محمد ) أكثر من مرّة في بيته المتواضع ، لألحّ على مقترح حزب شيوعيّ كردستانيّ .
قلت للرفيق : حتى في الاتحاد السوفييتي هناك حزب شيوعيّ أرمني ، و آخر أوكرانيّ ... إلخ
والعراق مقبلٌ على التشظّي.
( الأميركيون كانوا فرضوا منطقة الحظر الجوي ).
والساحة للقوميّين الأكراد.
يوماً بعد يوم ، بدأت معارضة الرفيق عزيز محمد لأطروحة حزب شيوعيّ كردستانيّ تخِفُّ قليلاً .
في المساء كان الرفاق المتحمسون للأطروحة يغرقونني بالعرَق والكباب ، مع أني مُقِلٌّ في الإثنين .
*
صار خير !
الحزب الشيوعيّ الكردستانيّ  آلَ  إلى ما  آلَ إليه.
الآن يقال إنه تابعٌ .
ويقال إن قادته صاروا مرتشين وذوي مالٍ .
لا أدري.
*

المشكل الآن مع الحزب الشيوعيّ العراقيّ .
المفترَض بعد تأسيس الحزب الشيوعيّ الكردستانيّ أن يهتمّ الحزب الشيوعيّ العراقيّ ، بالعرب ، القومية الرئيسة ، وبالعراق العربيّ .
لكني ، في متابعتي الشأن العراقيّ ، أرى أن الحزب الشيوعيّ العراقيّ ، هو نسخة من الحزب الشيوعيّ الكردستانيّ.
زعماؤه يقيمون في كردستان . بعضهم ( مثل كاظم حبيب ) تذكّر فجأةً أنه كرديّ.
أنصاره يقبضون معاشاتهم من كردستان.
صحافته تابعة.
حتى كأن العراق العربيّ لم يعُدْ قائماً .
لكن العرب باقون.
العراق العربيّ حقيقة.
ومن الانتحار السياسيّ ،  ألاّ تؤخذ هذه الحقيقة مأخذَ اعتبارٍ واحترامٍ .
*
في تقديري أنْ لا مستقبل للحزب الشيوعيّ العراقيّ  بدون العراق العربيّ .
الأكراد يَنْعَمون بالحماية الأجنبيّة.
أمّا العربُ فليس لهم إلا الله الذي خذلهم .
العربُ هم التربة  الحقيقيّةُ لأيّ بؤرةٍ نضاليّةٍ .
هل الحزب الشيوعيّ العراقيّ بؤرةٌ نضاليّةٌ تقرأُ الأرضَ العربية في العراق؟
*
السؤالُ نفسه ظلَّ بدون حلٍّ  على امتداد ناريخ الحزب الشيوعيّ العراقيّ.

لندن 01.12.2012

 
kutwah_N.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث