تبدأُ الرباطُ معي بالنشيد : ليس لي من أعالي الرباط سوى وردةٍ ذبُلَتْ وقميصِ امرأةْ فلنكن في المساء العجيب ولْنَقُلْ : أنتِ مَن ضوّأهْ أيُّنا قاربَ الإقتراب ؟ أيُّنا حاورَ المنتأى ... أيُّنا كان في راحتَيه غيرُ جمرتِه المطفأةْ ؟
* لقد أحببتُ في الرباط ، سيدةً كانت تسكنُ " أكدال " ! * في " نادي البولنغ" كنت ألتقي إدريس خوري ، طالع السعود الأطلسي ، عبد الحميد عقّار . كنت أقول لنفسي ، أنا الذي ألِفْتُ رهبةَ الأسوار : كيف يستريحُ رفقتي إلى مجاورة الأسوار الملَكية حتى الإلتصاق؟ لكني تذكرتُ أن تلك الأسوار من طينٍ لازبٍ ، وأن أبراجها بلا حرس مدجّجين . * نهر بورقراق يعيدني إلى البصرة البعيدة أبداً . في عهد الأشعري رافقني فريقٌ تلفزيّ مغربيّ على امتداد النهر . الرباط وســلا ! لا رباط بدون ســلا ... الآن تكاد سلا تحجب بهاء الرباط ! * تبدو الرباط مدينةً داخلية ، بل بلدةً. لا شــيء يجمع بين الرباط والموانيء. الرباط تنام مبكّرةً جداً كأنها قريةٌ في أقاصي الريف. * روحُ الرباط لديّ هي في ساحلها ، حيث المدافع القديمة . رباطُ الفتح كانت هناك ، تحمي العَدْوَتَين. الرباط " الفرنسية " ليست الرباط . في المغرب أحببتُ " الــمْــدِينة " ... حيث أرى نفسي. في مكناس ، أحب ملازمةَ " الهديم " لأتقرّى بوّابةَ المنصور. في الرباط ، أزور ضريح محمد الخامس ، لأنه يحمل نفحةً قدسيّةً من " الـمْـدِينــة " . " الملك الشعبيّ " زار العراقَ الجمهوريّ في مطالعِه. وعليّ أن أردَّ الزيارة ! سعدي يوسف لندن 27.08.2012
|
اخر تحديث السبت, 01 دجنبر/كانون أول 2012 19:59 |