في الخامس عشــر من آذار 1493 ( بعد عامٍ من سقوط غرناطة ) رست سفينة النينيا ( أي الطفلة ) عند مدخل ريو تنتو ( النهر الأحمر ) غير بعيدٍ عن مالقا الأندلسية . كانت في رحلة العودة ، وكان قبطانها كريستوفر كولمبس ! حمل كولمبسُ إلى بلاط الملكة إيزابيل بقشتالة ، هداياه من العالم الجديد في الطرف الآخر : ذهباً ، وخشباً ، وقطناً ، وبرميلَ رملٍ ظنّــهُ تِــبْـراً .
ويقال أيضاً إنه جاء إلى البلاط الملكي برجلٍ هنديٍّ من السكّـان الأصليين لتلك الأصقاع التي فتحَـها ، عيِّـنةً وعلامةً . *** وفي أيامنا السعيدة هذه ، يا سادةُ ، ياكرامُ … حمل بريمر الثالث ، إلى نيويورك ، حاضرةِ بلاده ، عيِّــنةً من العراق وعلامةً ، فُـرجةً للعالمين … حمل بريمر معه : الطفل المعجزة عدنان الباججي والحقُّ أن هذا الطفل المعجزة حقّقَ في العام الثامن من عمره ما لم يحققه عُـتاةُ المتاجرةِ المشَـهَّـرون ، فقد انتقل بسرعة الـبُــراق من قاعة فندقٍ بلندن إلى قاعدةٍ جويةٍ أميركية … ومن خادمٍ لزايد ، إلى رئيس حزبٍ مسانِــد ؛ ومن متذوِّق للويسكي إلى متشـوِّقٍ لليانكي … أمّـا اليوم ، وفي نيويورك ، فهو يريد أن يتعلّـم التمثيل ! لكنّ سيده بول بريمر لن يسمح له بالتمثيل … لقد جاء به إلى نيويورك للفرجة ، للفرجة فقط ! القبطان كولمبس جاء بالـعَـيِّـنـة إلى البلاط القشتاليّ . لندن 19/1/2004
|