سـعدي يوسـف يقالُ للرجل : مضبوعٌ ، إذا تملّكه خوفُ الضبُعِ حتى صار هذا الخوفُ تعلُّقاً ودنَفاً . الضبُعُ ماضٍ في سبيله ، غير آبهٍ بالمضبوع. لكنّ المضبوعَ يظلّ يتبع الضبعَ. والضبُعُ دابّةٌ قذرةٌ ، منتنةٌ. الضبُعُ يتبوّل على تابعه. والتابعُ ماضٍ في ولهه بالضبُعِ . يقول المثقف العراقيّ للضبُع ( الحكومة العميلة الآن ) : لا تتركْني يا أبي! والضبُعُ ماضٍ في سبيله . والمثقف العراقيّ المضبوع ماضٍ في حبِّه الحكومةَ العميلةَ : لا تتركْني يا أبي!
* أكتبُ هذا ، وأنا أتابع المهانةَ التي يتلذذ بها المثقفون العراقيون . يذهبون إلى العراق المحتلّ رغبةً في خدمة النظام العميل ، لكن النظام يرفضهم بصفاقة لها أسبابها . لكنهم يذهبون. يذهبون لـيُطرَدوا ! وفي تظاهراتٍ تافهة مثل " المربد " يتكالب هؤلاء على الدعوة. يطلبون التوسّط . يلحّون . ويُلحِفون . يقولون للضبُع : لا تتركْني يا أبي! والضبُع يتبوّل عليهم. * الحقّ أن " المثقفين " العراقيّين ، حصراً ، يتمتعون بخِصلة المضبوع . إن وقفوا ضد ضبُعٍ ما ، اتّبعوا ، مباشرةً ، وبلا أيّ تأخير ، ضبُعاً جديداً . لم يحاولوا الحرية . من ضبُعٍ إلى ضبُعٍ . من متسيّدٍ إلى آخر ، حتى لو كان المتسيّد في وضاعة أحمد الجلبي أو: فخري كريم و علي الشلاه و مفيد الجزائري والإقطاعيين الأكراد. * لا تتركْني يا أبي!
|