سعدي يوسف يقظةُ الأحدِ أنت في فجر طنجةَ لستَ تُــفَــرّقُ بينَ صُراخِ النوارسِ جائعةً ومُواءِ القططْ ! ذلك الأطلسيُّ القريبُ من الــــــنُّـــــــزْلِ يمنحُكَ الوهمَ : في قارةِ الغرَقِ العذْبِ أنتَ وبين ذراعَي عروسةِ بحرٍ تحبُّكَ ... هاأنتذا تترجّحُ بين النعاسِ المضمّخِ والصحوِ بين النوارسِ والقططِ ...
.............. .............. .............. الشمسُ تدنو من النافذةْ . طنجة 22.01.2012 في مساء الــمرفأ ثلاثُ نوارسَ دارتْ ، مسرعةً ، حولَ هوائيّ الفندقِ ثم مضتْ ، مسرعة ، نحو البحرِ . مساءٌ يتمهّلُ في الطُّــــرُقاتِ وفي خطواتِ الفتَياتِ وفي عرباتِ الباعةِ ... لكنّ الليلَ سيأتي ، حتى في هذا الحيّ الشعبيِّ سيأتي الليلُ ... وتنأى خُطُواتُ الفتياتِ وتنأى عرباتُ الباعةِ . ............ ............ ........... ثَـــــــمَّ ثلاثُ نوارسَ غابتْ أينَ ، تُراها ، ستنام ؟ طنجة 24.01.2012 غيومٌ من الأطلســـــيّ غيومٌ من الأطلسيّ تجيءُ محمّلةً بالسنونو وبالنورسِ المتخاطِفِ والوردِ. كان الصباحُ نديّاً وكانت شوارعُ طنجةَ تلمعُ ، تيّاهةً بسوادٍ أنيقٍ ... مناسبةٌ ! سوف ألبسُ ، من أجْلِ هذا ، قميصاً من الصوف ، أسودَ ! سوف تكون المدينةُ جاهزةً لي : أطوفُ بها ثم أهبطُ ، نحو النخيلِ على شاطيء البحرِ ثم أعودُ إلى الغرفةِ الأبديّةِ حيثُ أُلَـمْـلِـمُ نفسي وما كنتُ فزْتُ به من مسيري ، هذا الصباحَ ... ............ ............ ............ ولكنني سوف أنسى المدينةَ والناسَ والبحرَ حين أُحِسُّ بأنيَ لست المهدهَدَ بين ذراعيكِ هذا الصباح ! طنجة 26.01.2012
|
اخر تحديث الأحد, 29 يناير/كانون ثان 2012 10:29 |